من رغب في الدنيا وطال امله فيها اعمى الله قلبه على قدر ذلك ومن زهد في الدنيا وقصر امل...


تفسير

رقم الحديث : 47

حَدَّثَنِي أَبُو جَعْفَرٍ الْقُرَشِيُّ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ ، قَالَ : " فِي بَعْضِ كُتُبِ الْحِكْمَةِ أَنَّ حَكِيمًا ، قَالَ لِبَعْضِ الْمُلُوكِ : أَيُّهَا الْمَلِكُ ، إِنَّ أَحَقَّ النَّاسِ بِذَمِّ الدُّنْيَا وَقِلاهَا مَنْ بُسِطَ لَهُ فِيهَا وَأُعْطِيَ حَاجَتَهُ مِنْهَا ؛ لأَنَّهُ يَتَوَقَّعُ آفَةً تَعْدُو عَلَى مَالِهِ فَتَجْتَاحُهُ ، أَوْ عَلَى جَمْعِهِ فَتُفَرِّقُهُ ، أَوْ تَأْتِي بِسُلْطَانِهِ مِنَ الْقَوَاعِدِ فَتَهْدِمُهُ ، أَوْ تَدُبُّ إِلَى جِسْمِهِ فَتُسْقِمُهُ ، أَوْ تَفْجَعُهُ بِمَنْ هُوَ بِهِ ضَنِينٌ مِنْ أَحْبَابِهِ . فَالدُّنْيَا هِيَ أَحَقُّ بِالذَّمِّ ، هِيَ الآخِذَةُ مَا تُعْطِي ، الرَّاجِعَةُ فِيمَا تَهَبُ ، بَيْنَا هِيَ تُضْحِكُ صَاحِبَهَا إِذْ أَضْحَكَتْ مِنْهُ غَيْرَهُ ، وَبَيْنَا هِيَ تَبْكِي لَهُ إِذْ أَبْكَتْ عَلَيْهِ ، وَبَيْنَا هِيَ تَبْسُطُ كَفَّهُ بِالإِعْطَاءِ إِذْ بَسَطَتْهَا بِالْمَسْأَلَةِ ، تَعْقِدُ التَّاجَ عَلَى رَأْسِ صَاحِبِهَا الْيَوْمَ وَتُعَفِّرُهُ فِي التُّرَابِ غَدًا ، سَوَاءٌ عَلَيْهَا ذَهَابُ مَا ذَهَبَ وَبَقَاءُ مَا بَقِيَ ، تَجِدُ فِي الْبَاقِي مِنَ الذَّاهِبِ خَلَفًا ، وَتَرْضَى بِكُلٍّ مِنْ كُلٍّ بَدَلا " .

الرواه :

الأسم الرتبة

Whoops, looks like something went wrong.