حَدَّثَنِي حَمْزَةُ ، قَالَ : أنا عَبْدَانُ ، قَالَ : أنا عَبْدُ اللَّهِ ، قَالَ : أنا بَعْضُ أَهْلِ الْبَصْرَةِ ، أَنَّ مُطَرِّفَ بْنَ الشِّخِّيرِ ، مَاتَتِ امْرَأَتُهُ ، أَوْ بَعْضُ أَهْلِهِ ، فَقَالَ أُنَاسٌ مِنْ إِخْوَانِهِ : " انْطَلِقُوا بِنَا إِلَى أَخِيكُمْ مُطَرِّفٍ حَتَّى لا يَخْلُوَ بِهِ الشَّيْطَانُ فَيُدْرِكَ بَعْضَ حَاجَتِهِ مِنْهُ ، فَأَتَوْهُ ، فَخَرَجَ عَلَيْهِمْ دَهِينًا فِي هَيْئَةٍ حَسَنَةٍ ، فَقَالُوا : خَشِينَا شَيْئًا ، فَنَرْجُو أَنْ يَكُونَ اللَّهُ قَدْ عَصَمَكَ مِنْهُ ، وَأَخْبَرُوهُ بِالَّذِي قَالُوا . فَقَالَ مُطَرِّفٌ : " لَوْ كَانَتْ لِي الدُّنْيَا كُلُّهَا فَسَلَبَنِيهَا بِشَرْبَةٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لافْتَدَيْتُ بِهَا " . أَنْشَدَنِي أَحْمَدُ بْنُ مُوسَى الثَّقَفِيُّ : دَعِ الدُّنْيَا لِمُفْتَتِنٍ وَإِنْ أَبْدَتْ مَحَاسِنَهَا وَخُذْ مِنْهَا بِأَيْسَرِهَا وَإِنْ بَسَطَتْ خَزَائِنَهَا فَإِنَّ الدَّارَ دَارُ بِلًى يَنَالُ الْمَوْتُ آمِنَهَا وَقَدْ قَلَبَتْ لَكَ الأَيَّامَ ظَاهِرَهَا وَبَاطِنَهَا وَحَسْبُكَ مِنْ صِفَاتِ الْوَاصِفِينَ بِأَنْ تُعَايِنَهَا أَلَيْسَ جَدِيدُهَا يَبْلَى وَيُفْنِي الْمَوْتُ سَاكِنَهَا أَنْشَدَنِي أَبُو نَصْرٍ الْمَدِينِيُّ : هَذِهِ الدَّارُ مَلَكَهَا قَبْلَنَا عُصْبَةٌ بَادُوا وَخَلَّوْهَا لَنَا فَمَلَكْنَاهَا كَمَا قَدْ مَلَكُوا وَسَيَمْلِكُهَا أُنَاسٌ بَعْدَنَا ثُمَّ تُفْنِيهِمْ وَتَفْنَى بَعْدَهُمْ لَيْسَتِ الدُّنْيَا لِحَيٍّ وَطَنَا عَجَبًا لِلدَّارِ كَمْ تَخْدَعُنَا حَسْرَةً يَا حَسْرَةً يَا حُزْنَا " .
الأسم | الشهرة | الرتبة |