حَدَّثَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، وَأَبُو مُحَمَّدٍ الْبَزَّازُ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْيَمَانِي ، عَنْ أَبِيهِ ، أَنَّ الْحَسَنَ ، كَتَبَ إِلَى مَكْحُولٍ ، وَكَانَ يُعْنَى بِهِ وَيُحِبُّهُ ، فَكَانَ فِي كِتَابِهِ إِلَيْهِ : " وَاعْلَمْ يَا أَخِي رَحِمَنَا اللَّهُ وَإِيَّاكَ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ أَنَّكَ الْيَوْمَ أَقْرَبُ إِلَى الْمَوْتِ يَوْمَ نُعِيتَ ، وَلَمْ يَزَلِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ سَرِيعَيْنِ فِي نَقْصِ الأَعْمَارِ ، وَتَقْرِيبِ الآجَالِ ، هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ قَدْ صَحِبَا نُوحًا وَعَادًا وَثَمُودَ ، وَقُرُونًا بَيْنَ ذَلِكَ كَثِيرًا ، فَأَصْبَحُوا وَقَدْ قَدِمُوا عَلَى رَبِّهِمْ ، وَوَرَدُوا عَلَى أَعْمَالِهِمْ ، وَأَصْبَحَ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ غَضَّيْنِ جَدِيدَيْنِ ، لَمْ يُبْلِهُمَا مَا مَرَّا بِهِ ، مُسْتَعِدَّيْنِ لِمَنْ بَقِيَ مَا أَصَابَا بِهِ مَنْ مَضَى ، وَأَنْتَ نَظِيرُ إِخْوَانِكَ وَأَقْرَانِكَ وَأَشْبَاهِكَ ، مَثَلُكَ كَمَثَلِ جَسَدٍ نُزِعَتْ قُوَّتُهُ ، فَلَمْ يَبْقَ إِلا حُشَاشَةُ نَفْسِهِ ، فَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ مَقْتِهِ إِيَّانَا فِيمَا نَعِظُ بِهِ مِمَّا نُقَصِّرُ عَنْهُ " .
الأسم | الشهرة | الرتبة |