حَدَّثَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ قُرَيْشٍ ، قَالَ : كَتَبَ رَجُلٌ إِلَى أَخٍ لَهُ : " أَمَّا بَعْدُ فَإِنِّي أُحَدِّثُكَ عَنْ نَفْسِي بِمَا لا أَرْضَاهُ مِنْهَا ، وَعَنْ قَلْبِي بِمَا أَخَافُ سُوءَ عَاقِبَتِهِ ، إِنَّ لِي نَفْسًا تُحِبُّ الدَّعَةَ ، وَقَلْبًا يَأْلَفُ اللَّذَّاتِ ، وَهِمَّةً تَسْتَثْقِلُ الطَّاعَةَ ، وَقَدْ رَهَّبْتُ نَفْسِي الآفَاتِ ، وَحَذَّرْتُ قَلْبِي الْمَوْتَ ، وَزَجَرْتُ هِمَّتِي عَنِ التَّقْصِيرِ ، وَلَمْ أَرْضَ مَا رَجَعَ مِنْهُنَّ ، فَاهْدِ لِي مَا أَسْتَعِينُ بِهِ عَلَى بَعْضِ مَا شَكَوْتُ إِلَيْكَ ، فَقَدْ خِفْتُ الْمَوْتَ قَبْلَ الاسْتِعْدَادِ لَهُ ، وَالسَّلامُ " ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ : أَمَّا بَعْدُ ، فَقَدْ كَثُرَ تَعَجُّبِي مِنْ قَلْبٍ يَأْلَفُ الدُّنْيَا ، وَيَطْمَعُ فِي الْبَقَاءِ ، وَالسَّاعَاتُ تَنْقُلُنَا ، وَالأَيَّامُ تَطْوِي أَعْمَارَنَا ، فَكَيْفَ نَأْلَفُ مَا لا ثَبَاتَ لَهُ ، وَكَيْفَ تَنْعَمُ عَيْنٌ لا نَدْرِي لَعَلَّهَا لا تَطْرِفُ بَعْدَ رَقْدَتِهَا إِلا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ لِلسُّؤَالِ ، وَالسَّلامُ " .
الأسم | الشهرة | الرتبة |