حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ ، قَالَ : قَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ زِيَادٍ : " فَجَاءَ مَوَالِي لِعُمَرَ بْنِ هُبَيْرَةَ ، فَاكْتَرَوْا دَارًا إِلَى جَانِبِ الْحَبْسِ ، ثُمَّ نَقَبُوا سِرْبًا مِنْهَا إِلَى الْحَبْسِ ، وَاكْتَرَوْا دَارًا إِلَى جَانِبِ حَائِطِ سُورِ مَدِينَةِ وَاسِطَ ، فَلَمَّا كَانَتِ اللَّيْلَةُ الَّتِي أَرَادُوا أَنْ يُخْرِجُوهُ فِيهَا مِنَ الْحَبْسِ ، أَفْضَوُا النَّقْبَ إِلَى الْحَبْسِ ، فَخَرَجَ مِنَ الْحَبْسِ فِي السِّرْبِ ، ثُمَّ خَرَجَ إِلَى الدَّارِ يَمْشِي حَتَّى بَلَغَ الدَّارَ الَّتِي إِلَى جَانِبِ حَائِطِ الْمَدِينَةِ ، وَقَدْ نُقِبَ فِيهَا ، ثُمَّ خَرَجَ فِي السِّرْبِ مِنْهَا حَتَّى خَرَجَ مِنَ الْمَدِينَةِ ، وَقَدْ هُيِّئَتْ لَهُ خَيْلٌ خَلْفَ حَائِطِ الْمَدِينَةِ ، فَرَكِبَ ، وَعُلِمَ بِهِ بَعْدَ مَا أَصْبَحُوا وَقَدْ كَانَ أَظْهَرَ عِلَّةً قَبْلَ ذَلِكَ ، لِكَيْ يُمْسِكُوا عَنْ تَفَقُّدِهِ فِي كُلِّ وَقْتٍ ، فَأَتْبَعَهُ خَالِدٌ سَعِيدًا الْحَرَشِيَّ ، فَلَحِقَهُ وَبَيْنَهُ وَبَيْنَ الْفُرَاتِ شَيْءٌ يَسِيرٌ ، فَتَعَصَّبَ لَهُ وَتَرَكَهُ ، وَقَالَ الْفَرَزْدَقُ : وَلَمَّا رَأَيْتَ الأَرْضَ قَدْ سُدَّ ظَهْرُهَا وَلَمْ يَكُ إِلا بَطْنَهَا لَكَ مَخْرَجًا دَعَوْتَ الَّذِي نَادَاهُ يُونُسُ بَعْدَمَا ثَوَى فِي ثَلاثٍ مُظْلِمَاتٍ فَفَرَّجَا خَرَجْتَ وَلَمْ يَمْنُنْ عَلَيْكَ شَفَاعَةً سِوَى رَبِّكَ الْبَرِّ اللَّطِيفِ الْمُفَرِّجَا وَأَصْبَحْتَ تَحْتَ الأَرْضِ قَدْ سِرْتَ لَيْلَةً وَمَا سَارَ مِثْلَهَا حِينَ أَدْلَجَا " .