حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ زِيَادٍ ، ثنا أَبُو هَمَّامٍ الصَّلْتُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْخَارِكِيُّ ، ثنا مَسْلَمَةُ بْنُ عَلْقَمَةَ ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ ، قَالَ : " لَمَّا قَامَ سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بَعَثَنِي إِلَى الْعِرَاقِ ، إِلَى الْمُسَّيَّرِينَ ، إِلَى أَهْلِ الدِّيمَاسِ الَّذِينَ حَبَسَهُمُ الْحَجَّاجُ ، فَأَخْرَجْتُهُمْ ، مِنْهُمُ : يَزِيدُ الرَّقَاشِيُّ ، وَيَزِيدُ الضَّبِّيُّ ، وَعَابِدَةٌ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ ، فَأَخْرَجْتُهُمْ فِي عَمَلِ ابْنِ أَبِي مُسْلِمٍ ، وَعَنَّفْتُ ابْنَ أَبِي مُسْلِمٍ بِصَنِيعِهِ ، وَكَسَوْتُ كُلَّ رَجُلٍ مِنْهُمْ ثَوْبَيْنِ ، فَلَمَّا مَاتَ سُلَيْمَانُ وَمَاتَ عُمَرُ ، كُنْتُ مُسْتَعْمَلا عَلَى إِفْرِيقِيَّةَ ، فَقَدِمَ عَلَيَّ يَزِيدُ بْنُ أَبِي مُسْلِمٍ أَمِيرًا فِي عَمَلِ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ ، فَعَذَّبَنِي عَذَابًا شَدِيدًا ، حَتَّى كَسَّرَ عِظَامِي ، فَأُتِيَ بِي يَوْمًا أُحْمَلُ فِي كِسَاءٍ عِنْدَ الْمَغْرِبِ ، فَقُلْتُ : ارْحَمْنِي ، فَقَالَ : الْتَمِسِ الرَّحْمَةَ عِنْدَ غَيْرِي ، لَوْ رَأَيْتُ مَلَكَ الْمَوْتِ عِنْدَ رَأْسِكَ لَبَادَرْتُهُ نَفْسَكَ ، اذْهَبْ حَتَّى أَصِيحَ لَكَ ، قَالَ : فَدَعَوْتُ اللَّهَ تَعَالَى ، فَقُلْتُ : اللَّهُمَّ اذْكُرْ لِي مَا كَانَ مِنِّي فِي أَهْلِ الدِّيمَاسِ ، اذْكُرْ لِي يَزِيدَ الرَّقَاشِيَّ ، وَفُلانًا ، وَاكْفِنِي شَرَّ ابْنِ أَبِي مُسْلِمٍ ، وَسَلِّطْ عَلَيْهِ مَنْ لا يَرْحَمُهُ ، وَاجْعَلْ ذَلِكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيَّ طَرْفِي ، وَجَعَلْتُ أَحْبِسُ طَرْفِي رَجَاءَ الإِجَابَةِ ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ نَاسٌ مِنَ الْبَرْبَرِ فَقَتَلُوهُ ، ثُمَّ أَتَوْنِي فَأَطْلَقُونِي ، فَقُلْتُ : اذْهَبُوا وَدَعُونِي ، فَإِنِّي أَخَافُ إِنْ فَعَلْتُمْ أَنْ يَرَوْا أَنَّ ذَلِكَ مِنْ سَبَبِي ، فَذَهَبُوا وَتَرَكُونِي " .
الأسم | الشهرة | الرتبة |