حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مَحْبُوبٍ ، ثنا الْفَيْضُ بْنُ إِسْحَاقَ ، قَالَ : قَالَ فُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ ، قَالَ إِبْرَاهِيمُ التَّيْمِيُّ : " إِنْ حَبَسَنِي فَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيَّ ، وَلَكِنْ أَخَافُ أَنْ يَبْتَلِيَنِي فَلا أَدْرِي عَلَى مَا أَكُونُ عَلَيْهِ ؟ " ، قَالَ فُضَيْلٌ : يَخَافُ أَنْ يَفْتِنَهُ ، قَالَ إِبْرَاهِيمُ : " فَحَبَسَنِي ، فَدَخَلْتُ عَلَى اثْنَيْنِ فِي قَيْدٍ وَاحِدٍ ، فِي مَكَانٍ ضَيِّقٍ لا يَجِدُ الرَّجُلُ إِلا مَوْضِعَ مَجْلِسِهِ ، فِيهِ يَأْكُلُونَ ، وَفِيهِ يَتَغَوَّطُونَ ، وَفِيهِ يُصَلُّونَ , قَالَ : فَجِيءَ بِرَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْبَحْرَيْنِ ، فَأُدْخِلَ عَلَيْنَا ، فَلَمْ يَجِدْ مَكَانًا ، فَجَعَلُوا يَتَرَامَوْنَ بِهِ ، فَقَالَ : اصْبِرُوا ، فَإِنَّمَا هِيَ اللَّيْلَةُ ، فَلَمَّا كَانَ اللَّيْلُ قَامَ يُصَلِّي ، فَقَالَ : يَا رَبِّ ، مَنَنْتَ عَلَيَّ بِدِينِكَ ، وَعَلَّمْتَنِي كِتَابَكَ ، ثُمَّ سَلَّطْتَ عَلَيَّ شَرَّ خَلْقِكَ ، يَا رَبِّ ، اللَّيْلَةَ ، اللَّيْلَةَ ، لا أُصْبِحُ فِيهِ ، فَمَا أَصْبَحْنَا حَتَّى ضُرِبَ أَبْوَابُ السِّجْنِ , أَيْنَ الْبَحْرَانِيُّ ؟ فَقُلْنَا : مَا دَعَا بِهِ السَّاعَةَ إِلا لِيُقْتَلَ ، فَخُلِّيَ سَبِيلُهُ ، فَجَاءَ فَقَامَ عَلَى الْبَابِ ، فَسَلَّمَ عَلَيْنَا ، وَقَالَ : أَطِيعُوا اللَّهَ لا يَعْصِكُمْ " .
الأسم | الشهرة | الرتبة |