حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ الْكُمَيْتِ الْكِلابِيُّ ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبَانَ ، قَالَ : حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ ، قَالَ : " أُتِيَ سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بِبَطْرِيقٍ مِنْ بَطَارِقَةِ الرُّومِ مِنْ عُظَمَائِهِمْ ، فَأَمَرَ بِهِ إِلَى الْحَبْسِ مُغَلَّلا مُقَيَّدًا ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ السَّجَّانُ ذَاتَ عَشِيَّةٍ ، فَأَغْلَقَ بَابَهُ ثُمَّ خَرَجَ ، فَلَمَّا بَكَرَ عَلَيْهِ لَمْ يَجِدْهُ فِي الْحَبْسِ ، فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ أَشْهُرٍ جَاءَ كِتَابُ صَاحِبِ الثَّغْرِ ، أُخْبِرُ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَنَّ فُلانًا الْبِطْرِيقَ وُجِدَ مَطْرُوحًا دُونَ مَنْزِلِهِ بِجُدَيْدَةَ ، فَدَعَا سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ السَّجَّانَ ، فَقَالَ : أَخْبِرْنِي مَا فَعَلَ فُلانٌ الْبِطْرِيقُ ؟ فَقَالَ : يُنَجِّنِي الصِّدْقُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، فَأَخْبَرَهُ بِقِصَّتِهِ ، قَالَ : فَمَا كَانَ عَمَلُهُ ؟ وَمَا كَانَ يَتَكَلَّمُ بِهِ ؟ قَالَ : كَانَ يُكْثِرُ أَنْ يَقُولَ : يَا مَنْ يَكْتَفِي مِنْ خَلْقِهِ جَمِيعًا وَلا يَكْتَفِي مِنْهُ أَحَدٌ مِنْ خَلْقِهِ ، يَا أَحَدَ مَنْ لا أَحَدَ لَهُ ، انْقَطَعَ الرَّجَاءُ إِلا مِنْكَ ، أَغِثْنِي أَغِثْنِي " ، قَالَ سُلَيْمَانُ : بِهَا نَجَا .
الأسم | الشهرة | الرتبة |