حَدَّثَنِي أَبُو يُوسُفَ يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْعَبْدِيُّ ، حَدَّثَنَا عَامِرُ بْنُ صَالِحٍ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، أَنَّهُ " خَرَجَ إِلَى الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ حَتَّى إِذَا كَانَ بِوَادِي الْقُرَى وَجَدَ فِي رِجْلِهِ شَيْئًا ، فَظَهَرَتْ بِهِ قَرْحَةٌ ، وَكَانُوا عَلَى رَوَاحِلَ ، فَأَرَادُوهُ عَلَى أَنْ يَرْكَبَ مَحْمَلًا ، فَأَبَى عَلَيْهِمْ ، ثُمَّ غَلَبُوهُ ، فَرَحَلُوا نَاقَةً لَهُ بِمَحْمَلٍ ، فَرَكِبَهَا ، وَلَمْ يَرْكَبْ مَحْمَلًا قَبْلَ ذَلِكَ ، فَلَمَّا أَصْبَحَ تَلَا هَذِهِ الآيَةَ : مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلا مُمْسِكَ لَهَا سورة فاطر آية 2 ، حَتَّى فَرَغَ مِنْهَا ، فَقَالَ : لَقَدْ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَى هَذِهِ الأُمَّةِ فِي هَذِهِ الْمَحَامِلِ بِنِعْمَةٍ لَا يُؤَدُّونَ شُكْرَهَا ، وَتَرَقَّى فِي رِجْلِهِ الْوَجَعُ ، حَتَّى قَدِمَ عَلَى الْوَلِيدِ ، فَلَمَّا رَآهُ الْوَلِيدُ ، قَالَ : يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ، اقْطَعْهَا ، فَإِنِّي أَخَافُ أَنْ يُبَالَغَ فَوْقَ ذَلِكَ ، قَالَ : فَدُونَكَ ، قَالَ : فَدَعَا لَهُ الطَّبِيبَ ، فَقَالَ لَهُ : اشْرَبِ الْمُرْقِدَ ، قَالَ : لَا أَشْرَبُ مُرْقِدًا أَبَدًا ، قَالَ : فَقدرَهَا الطَّبِيبُ وَاحْتَاطَ بِشَيْءٍ مِنَ اللَّحْمِ الْحَيِّ مَخَافَةَ أَنْ يَبْقَى مِنْهَا شَيْءٌ ضُرَّ فَيَرْقَى ، فَأَخَذَ مِنْشَارًا فَأَمَسَّهُ بِالنَّارِ وَاتَّكَأَ لَهُ عُرْوَةُ ، فَقَطَعَهَا مِنْ نِصْفِ السَّاقِ ، فَمَا زَادَ عَلَى أَنْ يَقُولَ : حَسْ حَسْ ، فَقَالَ الْوَلِيدُ : مَا رَأَيْتُ شَيْخًا قَطُّ أَصْبَرَ مِنْ هَذَا ، وَأُصِيبَ عُرْوَةُ بِابْنٍ لَهُ ، يُقَالُ : مُحَمَّدٌ ، فِي السَّفَرِ ، وَدَخَلَ اصْطَبْلَ دَوَابٍّ مِنَ اللَّيْلِ لِيَبُولَ ، فَرَكَضَتْهُ بَغْلَةٌ ، فَقَتَلَتْهُ ، وَكَانَ مِنْ أَحَبِّ وَلَدِهِ إِلَيْهِ ، وَلَمْ يُسْمَعْ مِنْ عُرْوَةَ فِي ذَلِكَ كَلِمَةٌ ، حَتَّى رَجَعَ ، فَلَمَّا كَانَ بِوَادِي الْقُرَى ، قَالَ : لَقِينَا مِنْ سَفَرِنَا هَذَا نَصَبًا سورة الكهف آية 62 ، اللَّهُمَّ كَانَ لِي بَنُونَ سَبْعَةٌ ، فَأَخَذْتَ مِنْهُمْ وَاحِدًا وَبْقَيْتَ سِتَّةً ، وَكَانَتْ لِي أَطْرَافٌ أَرْبَعَةٌ ، فَأَخَذْتَ مِنِّي طَرَفًا وَأَبْقَيْتَ لِي ثَلَاثًا ، وَايْمُكَ ، لَئِنِ ابْتَلَيْتَ لَقَدْ عَافَيْتَ ، وَلَئِنْ أَخَذْتَ لَقَدْ أَبْقَيْتَ " ، فَلَمَّا قَدِمَ الْمَدِينَةَ جَاءَ رَجُلٌ مِنْ قَوْمِهِ ، يُقَالُ لَهُ : عَطَاءُ بْنُ ذُؤَيْبٍ ، فَقَالَ : يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ، وَاللَّهِ مَا كُنَّا نَحْتَاجُ أَنْ نُسَابِقَ بِكَ ، وَلَا أَنْ نُصَارِعَ بِكَ ، وَلَكِنَّا كُنَّا نَحْتَاجُ إِلَى رَأْيِكَ ، وَالأُنْسِ بِكَ ، فَأَمَّا مَا أُصِبْتَ بِهِ فَهُوَ أَمْرٌ ذَخَرَهُ اللَّهُ لَكَ ، وَأَمَّا مَا كُنَّا نُحِبُّ أَنْ يَبْقَى لَنَا مِنْكَ فَقَدْ بَقِيَ .
الأسم | الشهرة | الرتبة |