حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ مَنْصُورٍ الْخُزَاعِيُّ ، حَدَّثَنَا أَبُو الْمُطَرِّفِ الْمُغِيرَةُ بْنُ مُطَرِّفٍ ، قَالَ : وَفَدَ عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ عَلَى الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ وَمَعَهُ خَمْسَةٌ مِنْ بَنِيهِ ، وَقَدْ كَانَ الْحَجَّاجُ بَعَثَ إِلَى الْوَلِيدِ بِبَغْلَةٍ ، فَحَمَلَ الْوَلِيدُ عَلَيْهَا عُرْوَةَ ، فَضَرَبَتِ الْبَغْلَةُ أَكْبَرَ بَنِيهِ ، وَهُوَ مُحَمَّدٌ ، فَمَاتَ ، وَوَقَعَتْ بأُصْبُعٍ مِنْ أَصَابِعِ رِجْلِ عُرْوَةَ الأُكْلَةُ ، فَقِيلَ لَهُ : اقْطَعْ الْقَدَمَ ، فَأَبَى ، فَصَارَتْ بِالسَّاقِ ، فَقِيلَ لَهُ : إِنْ لَمْ تَقْطَعِ السَّاقَ صَارَتْ إِلَى الْفَخِذِ ، ولَا يُمْكِنُ قَطْعُ الْفَخِذِ ، قَالَ : اقْطَعُوهَا ، قَالُوا : نَسْقِيكَ مَا يُذْهِبُ عَقْلَكَ حَتَّى لَا تَجِدْ أَلَمَ الْقَطْعِ ؟ قَالَ : لَا ، دَعُوا لِي مَا أَعدو عَلَيْهِ ، فَتَرَكُوا لَهُ الْعَظْمَ الَّذِي أَسْفَلَ مِنَ الرُّكْبَةِ وَنَشَرُوهَا بِمِنْشَارٍ ، ثُمَّ حَسَمُوهَا ، فَمَا تَكَلَّمَ وَلَا نَادَى ، فَلَمَّا قَدِمَ الْمَدِينَةَ تَلَقَّاهُ أَهْلُ بَيْتِهِ وَأَصْدِقَاؤهِ ، فَجَعَلَ يَقُولُ : " لَقَدْ لَقِينَا مِنْ سَفَرِنَا هَذَا نَصَبًا سورة الكهف آية 62 ، ثُمَّ يَقُولُ : " لَئِنْ كُنْتَ ابْتَلَيْتَ لَقَدْ عَافَيْتَ ، وَلَئِنْ كُنْتَ أَخَذْتَ لَقَدْ أَبْقَيْتَ ، أَخَذْتَ وَاحِدًا ، وَتَرَكْتَ أَرْبَعَةً ، يَعْنِي : بَنِيهِ ، وَأَخَذْتَ وَاحِدًا وَتَرَكْتَ ثَلَاثَةً ، يَعْنِي : جَوَارِحَهُ " .
الأسم | الشهرة | الرتبة |