انزلني الكريم دار السرور


تفسير

رقم الحديث : 204

نا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ التَّمِيمِيُّ ، نا سَلْمُ بْنُ زُرْعَةَ بْنِ حَمَّادٍ أَبُو الْمَرْضِيِّ شَيْخٌ بِعَبَادَانَ لَهُ عِبَادَةٌ وَفَضْلٌ ، قَالَ : مَلِحَ الْمَاءُ عِنْدَنَا مُنْذُ نَيِّفٍ وَسِتِّينَ سَنَةً ، وَكَانَ هَهُنَا رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ السَّاحِلِ لَهُ فَضْلٌ ، قَالَ : وَلَمْ يَكُنْ فِي الصَّهَارِيجِ شَيْءٌ ، وَحَضَرَتِ الْمَغْرِبُ فَهَبَطْتُ لأَتَوَضَّأُ لِلصَّلاةِ مِنَ النَّهَرِ , وَذَلِكَ فِي رَمَضَانَ ، وَحَرٌّ شَدِيدٌ , فَإِذَا أَنَا بِهِ ، وَهُوَ يَقُولُ : " سَيِّدِي أَرَضِيتَ عَمَلِي ، حَتَّى أَتَمَنَّى عَلَيْكَ ، أَمْ رَضِيتَ طَاعَتِي حَتَّى أَسْأَلَكَ ؟ , سَيِّدِي غُسَالَةُ الْحَمَّامِ لِمَنْ عَصَاكَ كَثِيرٌ , سَيِّدِي لَوْلا أَنِّي أَخَافُ غَضَبَكَ لَمْ أَذُقِ الْمَاءَ ، وَلَقَدْ أَجْهَدَنِي الْعَطَشُ " ، قَالَ : ثُمَّ أَخَذَ بِكَفَّيْهِ ، فَشَرِبَ شُرْبًا صَالِحًا , فَتَعَجَّبْتُ مِنْ صَبْرِهِ عَلَى مُلُوحَتِهِ ، فَأَخَذْتُ مِنَ الْمَوْضِعِ الَّذِي أَخَذَ , فَإِذَا هُوَ بِمَنْزِلَةِ السُّكَّرِ ، فَشَرِبْتُ حَتَّى رُوِيتُ ، قَالَ : أَبُو الْمَرْضَى ، فَقَالَ لِي هَذَا الشَّيْخُ يَوْمًا : " رَأَيْتُ فِيمَا يَرَى النَّائِمُ كَأَنَّ رَجُلا يَقُولُ لِي : قَدْ فَرَغْنَا مِنْ بِنَاءِ دَارِكَ ، لَوْ رَأَيْتَهَا قَرَّتْ عَيْنَاكَ ، وَقَدْ أَمَرْنَا بِنَجْدِهَا وَالْفَرَاغِ مِنْهَا إِلَى سَبْعَةِ أَيَّامٍ , وَاسْمُهَا , فَأَبْشِرْ بِخَيْرٍ " ، فَلَمَّا كَانَ الْيَوْمُ السَّابِعُ وَهُوَ يَوْمُ الْجُمُعَةِ ، بَكَّرَ لِلْوُضُوءِ فَنَزَلَ فِي النَّهَرِ ، وَقَدْ مَدَّ ، فَزَلَقَ فَغَرِقَ ، فَأَخْرَجْنَاهُ بَعْدَ الصَّلاةِ فَدَفَنَّاهُ ، قَالَ أَبُو الْمَرْضِيِّ : " فَرَأَيْتُهُ بَعْدَ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ فِي النَّوْمِ ، وَهُوَ يَجِيءُ إِلَى الْقَنْطَرَةِ وَهُوَ يُكَبِّرُ ، وَعَلَيْهِ حُلَلٌ خُضْرٌ ، فَقَالَ لِي : يَا أَبَا الْمَرْضِيِّ ، أَنْزَلَنِي الْكَرِيمُ دَارَ السُّرُورِ ، فَمَا أَعَدَّ لِي فِيهَا ؟ فَقُلْتُ : صِفْ لِي ، فَقَالَ : هَيْهَاتَ يَعْجَزُ الْوَاصِفُونَ عَنْ أَنْ تَنْطِقَ أَلْسِنَتُهُمْ بِمَا فِيهَا ، فَاكْتَسِبْ مِثْلَ الَّذِي اكْتَسَبْتَ , وَلَّيْتَ أَنَّ عِيَالِيَ يَعْلَمُونَ أَنْ قَدْ هُيِّئَ لَهُمْ مَنَازِلُ مَعِي ، فِيهَا كُلُّ مَا اشْتَهَتْ أَنْفُسُهُمْ ، نَعَمْ وَإِخْوَانِي ، وَأَنْتَ مَعَهُمْ إِنْ شَاءَ اللَّهُ " , ثُمَّ انْتَبَهْتُ .

الرواه :

الأسم الرتبة