حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سَهْلِ بْنِ بَسَّامٍ الأَزْدِيُّ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حَاطِبٍ الْجُمَحِيُّ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : خَرَجْنَا وَنَحْنُ نَفَرٌ مِنْ قُرَيْشٍ إِلَى الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ وَفُودٌ إِلَيْهِ , فَلَمَّا كُنَّا بِنَاحِيَةٍ مِنْ أَرْضِ السَّمَاوَةِ نَزَلْنَا عَلَى مَاءٍ فَإِذَا امْرَأَةٌ جَمِيلَةُ قَدْ أَقْبَلَتْ حَتَّى وَقَفَتْ عَلَيْنَا ، فَقَالَتْ : يَا هَؤُلاءِ ، احْضُرُوا رَجُلا يَمُوتُ ، فَاشْهَدُوا عَلَى مَا يَقُولُ وَمُرُوهُ بِالْوَصِيَّةِ وَلَقِّنُوهُ ، قَالَ : فَقُمْنَا مَعَهَا ، فَأَتَيْنَا رَجُلا يَجُودُ بِنَفْسِهِ ، وَكَلَّمْنَاهُ فَإِذَا حَوْلَهُ بَنُونَ لَهُ وَصِبْيَةٌ صِغَارً لَوْ غَطَّيْتَ عَلَيْهِمْ مِكْتَلا لَغَطَّاهُمْ ، كَأَنَّهُمْ وُلِدُوا فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ سِتَّةٌ ، أَوْ سَبْعَةٌ ، فَلَمَّا سَمِعَ كَلامَنَا فَتَحَ عَيْنَيْهِ ، ثُمَّ بَكَى ، ثُمَّ قَالَ : " يَا وَيْحَ صِبْيَتِي الَّذِينَ تَرَكْتُهُمْ مِنْ ضَعْفِهِمْ مَا يُصْبِحُونَ كِرَاعًا قَدْ كَانَ فِيَّ لَوْ أَنَّ دَهْرًا رَدَّنِي لِبَنِيَّ حَتَّى يَبْلُغُونَ مَتَاعًا " قَالَ : فَأَبْكَانَا جَمِيعًا ، فَلَمْ نَقُمْ مِنْ عِنْدِهِ حَتَّى مَاتَ ، فَدَفَنَّاهُ ، وَقَدِمْنَا عَلَى الْوَلِيدِ ، فَذَكَرْنَا ذَلِكَ لَهُ ، فَبَعَثَ إِلَى عِيَالِهِ وَوَلَدِهِ فَقُدِمَ بِهِمْ عَلَيْهِ ، فَفَرَضَ لَهُمْ ، وَأَحْسَنَ إِلَيْهِمْ .
الأسم | الشهرة | الرتبة |