حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ ، حَدَّثَنِي عُثْمَانُ بْنُ زُفَرَ التَّيْمِيُّ ، حَدَّثَنِي أَبُو عُمَرَ يَحْيَى بْنُ عَامِرٍ التَّيْمِيُّ ، أَنَّ رَجُلا مِنَ الْحَيِّ خَرَجَ حَاجًّا ، فَإِذَا هُوَ بِامْرَأَةٍ فِي بَعْضِ اللَّيْلِ ، نَاشِرَةٍ شَعْرَهَا فِي بَعْضِ الْمِيَاهِ ، قَالَ : فَأَعْرَضْتُ عَنْهَا ، فَقَالَتْ لِي : هَلُمَّ إِلَيَّ ، لِمَ تُعْرِضُ عَنِّي ؟ قَالَ قُلْتُ : " إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ " ، قَالَ : فَتَخَلَّيْتُ ، ثُمَّ قَالَتْ : هِبْتَ مُهَابًا ، إِنَّ أَوْلَى مَنْ شَرَكَكَ فِي الْهَيْبَةِ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُشْرِكَكَ فِي الْمَعْصِيَةِ ، قَالَ : ثُمَّ وَلَّتْ ، فَتَبِعْتُهَا ، فَدَخَلَتْ بَعْضَ خِيَامِ الأَعْرَابِ ، فَلَمَّا أَصْبَحْتُ أَتَيْتُ رِحَالَ الْقَوْمِ ، فَوَصَفْتُهَا ، فَقُلْتُ : فَتَاةٌ كَذَا وَكَذَا مِنْ حُسْنِهَا ، وَمِنْ مَنْطِقِهَا ، فَقَالَ شَيْخٌ مِنْهُمُ : ابْنَتِي وَاللَّهُ ، قُلْتَ : " هَلْ أَنْتَ مُزَوِّجُنِي ؟ " قَالَ : عَلَى الأَكْفَاءِ ، قُلْتُ : " رَجُلٌ مِنْ بَنِي تَيْمِ اللَّهِ " ، كُفُؤٌ كَرِيمٌ , ثُمَّ قَالَ : فَمَا رُمْتُ حَتَّى تَزَوَّجْتُهَا وَدَخَلْتُ بِهَا ثُمَّ قُلْتُ : " جَهِّزُوهَا إِلَى قُدُومِي مِنَ الْحَجِّ " ، فَلَمَّا قَدِمْتُ حَمَلْتُهَا إِلَى الْكُوفَةِ فَهَا هِيَ ذِهِ عِنْدِي لِي مِنْهَا بَنُونَ وَبَنَاتٌ ، قَالَ : قُلْتُ لَهَا : " وَيْحَكِ مَا كَانَ تَعَرُّضُكِ لِي حِينَئِذٍ ؟ " قَالَتْ : يَا هَذَا ، " لا تَكْذِبَنَّ ، لَيْسَ لِلنِّسَاءِ خَيْرٌ مِنَ الأَكْفَاءِ وَلا تُعْجَبَنَّ بِامْرَأَةٍ ، تَقُولُ : هَوَيْتُ ، فَوَاللَّهِ لَوْ عَجَّلَ لَهَا بَعْضُ السُّودَانِ مَا تُرِيدُهُ مِنْ هَوَاهَا لَكَانَ هُوَ الْهَوَى عِنْدَهَا دُونَ هَوَاهَا " .
الأسم | الشهرة | الرتبة |