باب الورع في الشراء والبيع


تفسير

رقم الحديث : 196

حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ يَحْيَى ، قَالَ : حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَارَةَ ، عَنْ شَيْخٍ ، قَالَ : خَرَجْتُ مِنَ الْبَصْرَةِ أُرِيدُ عَسْقَلانَ ، فَصَحِبْتُ قَوْمًا ، حَتَّى وَرَدْنَا بَيْتَ الْمَقْدِسِ ، فَلَمَّا أَرَدْتُ أَنْ أُفَارِقَهُمْ ، قَالُوا لِي : لَوْلا أَنْ أَلْفَيْنَا عَلَيْكَ حُبَّ الدُّنْيَا ، لَضَمَمْنَاكَ إِلَيْنَا ، وَلَكِنَّا نُوصِيكَ بِتَقْوَى اللَّهِ وَلُزُومِ دَرَجَةِ الْوَرَعِ ؛ فَإِنَّ الْوَرَعَ يَبْلُغُ بِكَ إِلَى الزُّهْدِ فِي الدُّنْيَا ، وَإِنَّ الزُّهْدَ فِي الدُّنْيَا يَبْلُغُ بِكَ حُبَّ اللَّهِ . قُلْتُ لَهُمْ : " فَمَا الْوَرَعُ ؟ فَبَكَوْا حَتَّى تَقَطَّعَ قَلْبِي رَحْمَةً لَهُمْ ، ثُمَّ قَالُوا : يَا هَذَا ! الْوَرَعُ : مُحَاسَبَةُ النَّفْسِ ، قُلْتُ : وَكَيْفَ ذَاكَ ؟ قَالُوا : تُحَاسِبُ نَفْسَكَ مَعَ كُلِّ طَرْفَةٍ وَكُلِّ صَبَاحٍ وَمَسَاءٍ ، فَإِذَا كَانَ الرَّجُلُ حَذِرًا كَيِّسًا لَمْ يَخْرُجْ عَلَيْهِ الْفَضْلُ ، فَإِذَا دَخَلَ فِي دَرَجَةِ الْوَرَعِ وَاحْتَمَلَ الْمَشَقَّةَ وَتَجَرَّعَ الْغَيْظَ وَالْمَرَارَ أَعْقَبَهُ اللَّهُ وَرَعًا وَصَبْرًا ، وَاعْلَمْ أَنَّ الصَّبْرَ مِنَ الإِيمَانِ بِمَنْزِلَةِ الرَّأْسِ مِنَ الْجَسَدِ ، وَمِلاكُ هَذَا الأَمْرِ الصَّبْرُ ، وَأَمَّا الزُّهْدُ : فَهُوَ أَنْ يُقِيمَ الرَّجُلُ عَلَى تَامَّةٍ تَسْتَرِيحُ إِلَيْهَا نَفْسُهُ ، وَأَمَّا الْمُحِبُّ لِلَّهِ : فَهُوَ مُسْتَقِلٌّ لِعَمَلِهِ أَبَدًا ، وَإِنْ ضُيِّقَ عَلَيْهِ ، وَاحْتَبَسَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ ، فَهُوَ فِي ضِيقِهِ ذَلِكَ لا يَزْدَادُ فِيهِ إِلا حُبًّا ، وَمِنْهُ إِلا دُنُوًّا " . وَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِطُولِهِ .

الرواه :

الأسم الرتبة

Whoops, looks like something went wrong.