حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ ، قَالَ : حَّدَثَنَا الحُسَيْنُ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ ، قَالَ : حَدَّثَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ , قَالَ : حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ , قَالَ : أَخْبَرَنِي أَبُو حَفْصٍ الأُمَوِيُّ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ، قَالَ : كَتَبَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ إِلَى مُؤَدِّبِ وَلَدِهِ : مِنْ عَبْدِ اللَّهِ عُمَرَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ , إِلَى سَهْلٍ مَوْلاهُ ، أَمَّا بَعْدُ : " فَإِنِّي اخْتَرْتُكَ عَلَى عِلْمٍ مِنِّي بِكَ لِتَأْدَيِبِ وَلَدِي ، وَصَرَفْتُهُمْ إِلَيْكَ عَنْ غَيْرِكَ مِنْ مَوَالِيَّ وَذَوِي الْخَاصَّةِ لِيَ , فَخُذْهُمْ بِالْجَفَاءِ ، فَهُوَ أَمْعَنُ لإِقْدَامِهِمْ , وَتَرْكِ الصُّحْبَةِ , فَإِنَّ عَادَتَهَا تُكْسِبُ الْغَفْلَةَ , وَقِلَّةِ الضَّحِكِ ، فَإِنَّ كَثْرَتَهُ تُمِيتُ الْقَلْبَ , وَلْيَكُنْ أَوَّلَ مَا يَعْتَقِدُونَ مِنْ أَدَبِكَ بُغْضُ الْمَلاهِي , الَّتِي بَدْؤُهَا مِنَ الشَّيْطَانِ , وَعَاقِبَتُهَا سَخَطُ الرَّحْمَنِ , فَإِنَّهُ بَلَغَنِي عَنِ الثِّقَاتِ مِنْ حَمَلَةِ الْعِلْمِ أَنَّ حُضُورَ الْمَعَازِفِ ، وَاسْتَمَاعَ الأَغَانِي ، وَاللَّهْجَ بِهِمَا يُنْبِتُ النِّفَاقَ فِي الْقَلْبِ , كَمَا يُنْبِتُ الْعُشْبَ الْمَاءُ ، وَلَعَمْرِي لَتَوَقِّي ذَلِكَ بِتَرْكِ حُضُورِ تِلْكَ الْمَوَاطِنِ أَيْسَرُ عَلَى ذِي الذِّهْنِ مِنَ الثُّبُوتِ عَلَى النِّفَاقِ فِي قَلْبِهِ , وَهُوَ حِينَ يُفَارِقُهَا لا يَعْتَقِدُ مِمَّا سَمِعَتْ أُذُنَاهُ عَلَى شَيْءٍ يَنْتَفِعُ بِهِ ، وَلْيَفْتَتِحْ كُلُّ غُلامٍ مِنْهُمْ بِجُزْئِهِ مِنَ الْقُرْآنِ , يَتَثَبَّتُ فِي قِرَاءَتِهِ , فَإِذَا فَرَغَ مِنْهُ تَنَاوَلَ قَوْسَهُ وَكِنَانَتَهُ , وَخَرَجَ إِلَى الْعَرَضِ حَافِيًا ، فَرَمَا سَبْعَةَ أَرْشَاقٍ , ثُمَّ انْصَرَفَ إِلَى الْقَائِلَةِ , فَإِنَّ ابْنَ مَسْعُودٍ كَانَ يَقُولُ : يَا بَنِيَّ قِيلُوا ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ لا يَقِيلُ . وَالسَّلامُ " .
الأسم | الشهرة | الرتبة |