وَكَانَ وَكَانَ حُذَيْفَةُ يُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " لا يَتَشَبَّهِ الرَّجُلُ بِالْمَرْأَةِ فِي لُبْسِهَا , وَلا تَتَشَبَّهِ الْمَرْأَةُ بِالرَّجُلِ فِي لُبْسِهِ " ، وَأَنْتُمْ تُخْرِجُونَ النِّسَاءَ فِي ثِيَابِ الرِّجَالِ , وَتُخْرِجُونَ الرِّجَالَ فِي ثِيَابِ النِّسَاءِ , ثُمَّ يَمُرُّ بِهَا عَلَى الْمَسَاجِدِ وَالْمَجَالِسِ , فَيُقَالُ : مَنْ هَذِهِ ؟ فَيُقَالُ : امْرَأَةُ فُلانِ ابْنِ فُلانٍ مَرَّةً إِلَى زَوْجِهَا , وَإِلَى أَبِيهَا أُخْرَى ، لا بِرَّ ، وَلا تَقْوَى , وَلا غِيرَةَ ، وَلا حَيَاءَ , وَيُقَالُ : مَا هَذِهِ الْجُمُوعُ ؟ فَيُقَالُ : رَجُلٌ لَمْ يَكُنْ لَهُ زَوْجَةٌ , فَأَفَادَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ زَوْجَةً , اسْتَقْبَلَ نِعْمَةَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ بِمَا تَرَوْنَ مِنَ الشُّكْرِ , هَذَا فِي هَذِهِ النِّعْمَةِ ، فَإِنْ كَانَتْ مُصِيبَةٌ , فَمَاذَا ؟ يَمُوتُ مِنْكُمُ الْمَيِّتُ , وَعَلَيْهِ الدَّيْنُ , وَعِنْدَهُ الأَمَانَةُ , فَيُوصَى بِالْوَصِيَّةِ , فَيَأْتِي الشَّيْطَانُ أَهْلَهُ , فَيَقُولُ : وَاللَّهِ لا تُفْقِدُوا تَرِكَتَهُ , وَلا تُؤَدُّوا أَمَانَتَهُ , وَلا تُمْضُوا وَصِيَّتَهُ حَتَّى تَبْدَءُوا بِحَقِّي فِي مَالِهِ , فَتَشْتَرُوا ثِيَابًا جُدُدًا , ثُمَّ تُشَقُّ عَمْدًا , وَتَجِيئُونَ بِهَا بَيْضَاءَ , ثُمَّ تُصْبَغُ سَوْدَاءَ , ثُمَّ يَمُدُّ لَهَا خَمْسٌ سُرَادِقًا فِي دَارِهِ , فَيَأْتُونَ بِأَمَةٍ مُسْتَأْجَرَةٍ تَبْكِي لِغَيْرِ شَجْوِهِمْ , وَتَبِيعُ عَبْرَتَهَا بِدَرَاهِمِهِمْ تَفْتِنُ أَحْيَاءَهُمْ فِي دُورِهِمْ , وَتُؤْذِي أَمْوَاتَهُمْ فِي قُبُورِهِمْ , وَتَمْنَعُهُمْ أَجْرَهُمْ فِي الآخِرَةِ لِمَا يُعْطُونَهَا مِنْ أَجْرِهَا فِي الدُّنْيَا وَمَا عَسَى أَنْ تَقُولَ النَّائِحَةُ , تَقُولُ : أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي آمُرُكُمْ بِمَا نَهَاكُمُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَنْهُ , وَأَنْهَاكُمْ عَمَّا أَمَرَكُمُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِهِ , أَلا إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ أَمَرَنَا بِالصَّبِرِ , فَأَنَا أَنْهَاكُمْ أَنْ تَصْبِرُوا ، أَلا إِنَّ اللَّهَ قَدْ نَهَاكُمْ عَنِ الْجَزَعِ فَأَنَا آمُرُكُمْ أَنْ تَجْزَعُوا , يُقَالُ : اعْرَفُوا لَهَا حَقَّهَا , يُبَرَّدُ لَهَا الشَّرَابُ , وَتُكْسَى الثِّيَابَ , وَتُحْمَلُ عَلَى الدَّوَابِّ , إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ , فَمَا كُنْتُ أَرَى أَنْ أُخَلَّفَ فِي أُمَّةٍ يَكُونُ هَذَا فِيهِمْ .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
حُذَيْفَةُ | حذيفة بن اليمان العبسي | صحابي |