دعاء الحاجة


تفسير

رقم الحديث : 5

حَدَّثَنَا حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ غَانِمٍ ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْفَضْلِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ ، عَمَّنْ لا يُتَّهَمُ ، عَنْ عِكْرِمَةَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، أَنَّهُ حَدَّثَهُمْ ، قَالَ : بَيْنَا أَنَا عِنْدَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَهُوَ خَلِيفَةٌ ، وَهُوَ يَعْرِضُ النَّاسَ عَلَى دِيَوَانِهِمْ ، إِذْ مَرَّ بِهِ شَيْخٌ كَبِيرٌ أَعْمَى ، يَجْبِذُهُ قَائِدُهُ جَبْذًا شَدِيدًا ، فَقَالَ عُمَرُ حِينَ رَآهُ : " مَا رَأَيْتُ كَالْيَوْمِ مَنْظَرًا أَسْوَأَ " ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ جَالِسٌ عِنْدَهُ : وَمَا تَعْرِفُ هَذَا يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ؟ قَالَ : لا ، قَالَ : هَذَا ابْنُ ضَبْعَا السُّلَمِيُّ ، ثُمَّ الْبَهْزِيُّ ، الَّذِي بَهَلَهُ بُرَيْقٌ ، فَقَالَ عُمَرُ : " قَدْ عَرَفْتُ أَنَّ بُرَيْقًا لَقَبٌ ، فَمَا اسْمُ الرَّجُلِ ؟ " ، قَالُوا : عِيَاضٌ ، قَالَ : فَدَعَى لَهُ ، فَقَالَ : أَخْبِرْنِي خَبَرَكَ وَخَبَرَ بَنِي ضَبْعَا قَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، أَمْرٌ مِنْ أَمْرِ الْجَاهِلِيَّةِ قَدِ انْقَضَى شَأْنُهُ ، وَقَدْ جَاءَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِالإِسْلامِ ، فَقَالَ عُمَرُ : " اللَّهُمَّ غُفْرًا ، مَا كُنَّا أَحَقَّ بِأَنْ نَتَحَدَّثَ بِأَمْرِ الْجَاهِلِيَّةِ مُنْذُ أَكْرَمَنَا اللَّهُ بِالإِسْلامِ ، حَدِّثْنَا حَدِيثَكَ وَحَدِيثَهُمْ " ، قَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، كَانُوا بَنِي ضَبْعَا عَشْرَةً ، فَكُنْتُ ابْنَ عَمٍّ لَهُمْ لَمْ يَبْقَ مِنْ بَنِي أَبِي غَيْرِي ، وَكُنْتُ لَهُمْ جَارًا ، وَكَانُوا أَقْرَبَ قَوْمِي لِي نَسَبًا ، وَكَانُوا يَضْطَهِدُونَنِي وَيَظْلِمُونَنِي ، وَيَأْخُذُونَ مَالِي بِغَيْرِ حَقِّهِ ، فَذَكَّرْتُهُمُ اللَّهَ ، وَالرَّحِمَ ، وَالْجِوَارَ إِلا مَا كَفُّوا عَنِّي ، فَلَمْ يَمْنَعْنِي ذَلِكَ مِنْهُمْ ، فَأَمْهَلْتُهُمْ حَتَّى إِذَا دَخَلَ الشَّهْرُ الْحَرَامُ رَفَعْتُ يَدَيَّ إِلَى السَّمَاءِ ، ثُمَّ قُلْتُ : اللَّهُمَّ أَدْعُوكَ دُعَاءً جَاهِدًا اقْتُلْ بَنِي الضَّبْعَا إِلا وَاحِدًا ثُمَّ اضْرِبِ الرَّجُلَ فَذَرْهُ قَاعِدًا أَعْمَى إِذَا مَا قِيدَ عَنَّى الْقَائِدَا ، فَتَتَابَعَ مِنْهُمْ تِسْعَةٌ فِي عَامِهِمْ مَوْتًا ، وَبَقِيَ هَذَا مَعِي ، وَرَمَاهُ اللَّهُ فِي رِجْلَيْهِ بِمَا تَرَى ، فَقَائِدُهُ يَلْقَى مِنْهُ مَا رَأَيْتَ ، فَقَالَ عُمَرُ : " سُبْحَانَ اللَّهِ ، إِنَّ هَذَا لَلْعَجَبُ " ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، فَشَأْنُ أَبِي تَقَاصُفٍ الْهُذَلِيُّ ، ثُمَّ الْخُنَاعِيُّ ، أَعْجَبُ مِنْ هَذَا ، قَالَ : " وَكَيْفَ كَانَ شَأْنُهُ ؟ " ، قَالَ : كَانَ لأَبِي تَقَاصُفٍ تِسْعَةٌ هُوَ عَاشِرُهُمْ ، وَكَانَ لَهُمُ ابْنُ عَمٍّ هُمْ مِنْهُمْ بِمَنْزِلَةِ عِيَاضٍ مِنْ بَنِي ضَبْعَا ، فَكَانُوا يَظْلِمُونَهُ وَيَضْطَهِدُونَهُ ، وَيَأْخُذُونَ مَالَهُ بِغَيْرِ حَقٍّ ، فَذَكَّرَهُمُ اللَّهَ وَالرَّحِمَ إِلا مَا كَفُّوا عَنْهُ ، فَلَمْ يَمْنَعْهُ ذَلِكَ مِنْهُمْ ، فَأَمْهَلَهُمْ حَتَّى إِذَا دَخَلَ الشَّهْرُ الْحَرَامُ رَفَعَ يَدَيْهِ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، ثُمَّ قَالَ : اللَّهُمَّ رَبَّ كُلِّ امْرِئٍ آمِنٍ وَخَائِفْ وَسَامِعَ هِتَافَ كُلِّ هَاتِفْ إِنَّ الْخُنَاعِيَّ أَبَا تَقَاصُفْ لَمْ يُعْطِنِي الْحَقَّ وَلَمْ يُنَاصِفْ فَاجْمَعْ لَهُ الأَحِبَّةَ الأَلاطِفْ بَيْنَ كَرَّانَ ثَمَّ وَالنَّوَاصِفْ ، قَالَ : فَتَدَلَّوْا حَيْثُ وَصَفَ فِي قَلِيبٍ لَهُمْ يُصْلِحُونَهُ ، فَتَهَوَّرَ عَلَيْهِمْ جَمِيعًا ، فَإِنَّهُ لَقَبْرٌ لَهُمْ جَمِيعًا إِلَى يَوْمِهِمْ هَذَا ، فَقَالَ عُمَرُ : " سُبْحَانَ اللَّهِ ، إِنَّ هَذَا لَلْعَجَبُ " ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، فَشَأْنُ بَنِي الْمُؤَمَّلِ مِنْ بَنِي نَصْرٍ أَعْجَبُ مِنْ هَذَا كُلِّهِ ، قَالَ : " وَكَيْفَ كَانَ شَأْنُ بَنِي مُؤَمَّلٍ ؟ " ، قَالَ : كَانَ لَهُمُ ابْنُ عَمٍّ ، وَكَانَ بَنُو أَبِيهِ قَدْ هَلَكُوا ، فَأَلْجَأَ مَالَهُ إِلَيْهِمْ وَنَفْسَهُ لِيَمْنَعُوهُ ، فَكَانُوا يَظْلِمُونَهُ وَيَضْطَهِدُونَهُ ، وَيَأْخُذُونَ مَالَهُ بِغَيْرِ حَقٍّ ، فَكَلَّمَهُمْ ، فَقَالَ : يَا بَنِي مُؤَمَّلٍ ، إِنِّي قَدِ اخْتَرْتُكُمْ عَلَى مَنْ سِوَاكُمْ ، وَأَضَفْتُ إِلَيْكُمْ مَالِي وَنَفْسِي لِتَمْنَعُونِي ، فَظَلَمْتُمُونِي وَقَطَعْتُمْ رَحِمِي ، وَأَكَلْتُمْ مَالِي ، وَأَسَأْتُمْ جَوَارِي ، فَأُذَكِّرُكُمُ اللَّهَ ، وَالرَّحِمَ ، وَالْجِوَارَ إِلا مَا كَفَفْتُمْ عَنِّي فَقَامَ رَجُلٌ ، يُقَالُ لَهُ : رَبَاحٌ ، فَقَالَ : يَا بَنِي مُؤَمَّلٍ ، قَدْ صَدَقَ وَاللَّهِ ابْنُ عَمِّكُمْ ، فَاتَّقُوا اللَّهَ فِيهِ ، فَإِنَّ لَهُ رَحِمًا وَجِوَارًا ، وَإِنَّهُ قَدِ اخْتَارَكُمْ عَلَى غَيْرِكُمْ مِنْ قَوْمِكُمْ فَلَمْ يَمْنَعْهُ ذَلِكَ مِنْكُمْ ، فَأَمْهَلَهُمْ حَتَّى إِذَا دَخَلَ الشَّهْرُ الْحَرَامُ خَرَجُوا أَعْمَارًا ، فَرَفَعَ يَدَيْهِ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فِي أَدْبَارِهِمْ ، وَقَالَ : اللَّهُمَّ زَلُّهُمْ عَنْ بَنِي مُؤَمَّلٍ وَارْمِ عَلَى أَقْفَائِهِمْ بِمِنْكَلِ بِصَخْرَةْ أَوْ عَرْضِ جَيْشٍ جَحْفَلٍ إِلا رَبَاحًا إِنَّهُ لَمْ يَفْعَلِ ، فَبَيْنَمَا هُمْ نُزُولٌ إِلَى جَبَلٍ فِي بَعْضِ طَرِيقِهِمْ ، أَرْسَلَ اللَّهُ صَخْرَةً مِنَ الْجَبَلِ تَجُرُّ مَا مَرَّتْ بِهِ مِنْ حَجَرٍ أَوْ صَخْرٍ ، حَتَّى دَكَّتْهُمْ دَكَّةً وَاحِدَةً ، إِلا رَبَاحًا وَأَهْلَ جَنَابِهِ إِنَّهُ لَمْ يَفْعَلْ ، فَقَالَ عُمَرُ : " سُبْحَانَ اللَّهِ ، إِنَّ هَذَا لَلْعَجَبُ " ، لَمْ يَرَوْنَ أَنَّ هَذَا كَانَ يَكُونُ ؟ قَالُوا : أَنْتَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَعْلَمُ ، قَالَ : " أَمَا إِنِّي قَدْ عَلِمْتُ لِمَ كَانَ ذَلِكَ ؟ كَانَ النَّاسُ أَهْلَ جَاهِلِيَّةٍ ، لا يَرْجُونَ جَنَّةً ، وَلا يَخَافُونَ نَارًا ، وَلا يَعْرِفُونَ بَعْثًا ، وَلا قِيَامَةً ، فَكَانَ اللَّهُ تَعَالَى يَسْتَجِيبُ لِلْمَظْلُومِ مِنْهُمْ عَلَى الظَّالِمِ لِيَدْفَعَ بِذَلِكَ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ ، فَلَمَّا أَعْلَمَ اللَّهُ تَعَالَى الْعِبَادَ مَعَادَهُمْ ، وَعَرَفُوا الْجَنَّةَ ، وَالنَّارَ ، وَالْبَعْثَ ، وَالْقِيَامَةَ ، قَالَ : بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ سورة القمر آية 46 , فَكَانَتِ النَّظِرَةُ ، وَالْمُدَّةُ ، وَالتَّأْخِيرُ إِلَى ذَلِكَ الْيَوْمِ " .

الرواه :

الأسم الرتبة
عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ

صحابي

ابْنِ عَبَّاسٍ

صحابي