حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ ، أَنَّهُ سَمِعَ رَجُلا مِنْ قُرَيْشٍ مِنْ بَنِي زُهْرَةَ ، قَالَ : سَأَلْتُ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ الْمَهْدِيَّ أَبَا عُبَيْدِ اللَّهِ يَنْظُرُ رَجُلا مِنْ بَقَايَا أَهْلِ الْمَدِينَةِ مِنْ مَشْيَخَتِهِمْ ، فَأَخْبَرَ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عُمَرَ ابْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفِ فَكَتَبَ إِلَيْهِ : " اكْتُبْ إِلَيَّ بِمَا أَدْرَكْتَ عَلَيْهِ الْمَشَايِخَ فِي أَصْحَابِ الأَهْوَاءِ ، فَإِنِّي سَمِعْتُ مِنَ عَمْرِو بْنِ عُبَيْدٍ كَلامًا كَثِيرًا " ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ : " أَمَّا بَعْدُ , فَإِنِّي أُحَذِّرُكَ أَهْوَاءً مُتَّبَعَةً أُحْدِثَتْ لِضُلالٍ مُبْتَدِعَةٍ ، لَمْ يَكُنْ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ أَصْلُهَا ، وَلَيْسَ مَعَهَا مِنْ قَوْلِ اللَّهِ مَا يُصَدِّقُهَا ، النَّظَرُ فِيهَا هَلَكَةٌ ، وَالْجَهَالَةُ بِهَا عِصْمَةٌ ، فَاحْذَرْ عَلَى نَفْسِكَ مُشَبِّهَاتِهَا ، فَإِنَّهَا تَدْعُو إِلَيَّ مُوبِقَاتِهَا ، وَحَسْبِيَ اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ " , فَقَالَ الْمَهْدِيُّ لَمَّا وَرَدَتْ عَلَيْهِ الرِّسَالَةُ : " مَا سَمِعْتُ كَلِمَاتٍ أَشْهَى إِلَى الْقَلْبِ ، وَلا أَبْلَغَ وَلا أَوْجَزَ مِنْهَا " ، ثُمَّ كَتَبَ إِلَى جَمِيعِ الأَمْصَارِ " يَنْهَى أَنْ يَتَكَلَّمَ أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ الأَهْوَاءِ فِي شَيْءٍ مِنْهَا " .
الأسم | الشهرة | الرتبة |