من احوال يوسف عليه السلام وامراة العزيز


تفسير

رقم الحديث : 110

حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ الْعُكْلِيُّ ، عَنْ أَبِي يَعْقُوبَ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الثَّقَفِيِّ ، قَالَ : حَدَّثَنِي عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ ، قَالَ : كَتَبَ الْحَجَّاجُ إِلَى عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ : " سَلامٌ عَلَيْكَ ، أَمَّا بَعْدُ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فَقَدْ عَرَضَتْ إِلَيَّ أَسَقَامٌ وَأَوْجَاعٌ قَدْ خِفْتُ عَلَى نَفْسِي مِنْهَا ، فَإِنْ رَأَيْتَ أَنْ تَبْعَثَ إِلَيَّ بَعْضَ أَطِبَّائِكَ ، فَافْعَلْ لَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يَنْفَعَنِي بِهِ ، قَالَ : فَبَعَثَ إِلَيْهِ طَبِيبًا ، فَلَمَّا قَدِمَ عَلَيْهِ الطَّبِيبُ ، قَالَ لَهُ : يَا طَبِيبُ ، وَلا طَبِيبَ إِلا اللَّهُ انْعَتْ لِي مِنْ وَجَعِي الَّذِي بِي ، قَالَ : فَمَا هُوَ أَصْلَحَ اللَّهُ الأَمِيرَ ؟ قَالَ : تُخَمٌ أَجِدُهَا ، قَالَ : إِنَّهُ لَمْ تَكُنْ تُخْمَةٌ قَطُّ إِلا وَأَصْلُهَا مِنْ قِبَلِ الشَّرَابِ ، وَسَوْفَ أَنْعَتُ لَكَ الأَشْرِبَةَ وَأَضَعُهَا مَوَاضِعَهَا ، فَإِنْ أَصَبْتُ كَانَ لِي بِذَلِكَ عِنْدَكَ عَطَاءٌ جَزْلٌ ، وَإِنْ أَخْطَأْتُ فَقَدْ حَلَّتْ لَكَ عُقُوبَتِي ، وَكَانَ الْحَجَّاجُ مُتَّكِئًا ، فَجَلَسَ , فَقَالَ : نَحْنُ آخِذُوكَ بِمَا قُلْتَ هاتِ مَا عِنْدَكَ ؟ قَالَ : الأَشْرِبَةُ خَمْسَةٌ ، قَالَ : مَا هِيَ ؟ قَالَ : الْمَاءُ ، وَالطِّلاءُ ، وَاللَّبَنُ ، وَالْعَسَلُ ، وَالسَّوِيقُ ، قَالَ فَأَيْنَ النَّبِيذُ ؟ قَالَ : لَيْسَ مِنْ شَرَابِ النَّاسِ الأَوَّلِ ، وَلَيْسَ أَصْلُهُ عِنْدَنَا فِي الطِّبِّ ، وَإِنَّمَا هُوَ شَيْءٌ أَحْدَثَهُ النَّاسُ ، قَالَ : فَانْعَتْ لِي ، قَالَ : أَمَّا الْمَاءُ : فَقَاضِي الْقُضَاةِ ، وَلا يَصْلُحُ شَيْءٌ إِلا بِهِ وَهُوَ خَيْرُهَا ، وَأَصَحُّهَا وَأَجَلُّهَا ، وَأَمَّا الطِّلاءُ : فَإِنَّهُ فَتَى الْفِتْيَانِ يَسُرُّ صَاحِبَهُ مَرَّةً وَيَسُوءُهُ مَرَّةً أُخْرَى ، إِذَا شَرِبَهُ صَاحِبُهُ تَلَقَّتْهُ الْعُرُوقُ فَاتِحَةً أَفْوَاهَهَا كَأَفْوَاهِ الْفِرَاخِ الَّتِي رَأَيْتَ ، مُحَسِّنَةٌ لِلَّوْنِ مُطَيِّبَةٌ لِلنَّفَسِ ، وَأَمَّا اللَّبَنُ : فَإِنَّ صَاحِبَهُ إِذَا شَرِبَهُ ، فَإِنَّهُ يَقْصُدُ لِلْقَلْبِ حَتَّى يَنْتَفِضَ مِنْهُ صَاحِبُهُ ، كَانْتِفَاضِ الْعُصْفُورِ الَّذِي رَأَيْتَ مِنَ بَلَلِ الْمَطَرِ ، يَجْلُو الْبَصَرَ ، وَيُخْمِصُ الْبَطْنَ ، وَيُذْهِبُ الْقَرْمَ قَرْمَ اللَّحْمِ ، وَيَحْمِلُ اللَّحْمَ عَلَى رُؤُوسِ الْعِظَامِ ، تُحْفَةٌ لِلْكَبِيرِ ، وَيَغْذُو الصَّغِيرَ ، وَيَجْبرُ الْكَبِيرَ ، وَيَفُكُّ الأَسِيرَ ، وَأَمَّا الْعَسَلُ : فَإِنَّ صَاحِبَهُ إِذَا شَرِبَهُ يَجْثُمُ عَلَى رَأْسِ الْمَعِدَةِ , ثُمَّ يَقْذِفُ بِالدَّاءِ ، يَزِيدُ فِي الْعُرُوقِ ، وَيَزِيدُ فِي الطَّرْقِ ، وَأَمَّا السَّوِيقُ : فَإِنَّهُ مَنْفَخَةٌ بَيْنَ الْجِلْدِ وَاللَّحْمِ ، مَعْمُورٌ مَقْهُورٌ فِي الْحَضَرِ ، قَوِيُّ مُجْزِئٌ فِي السَّفَرِ ، قَالَ الْحَجَّاجُ : مَا سَمِعْنَا كَالْيَوْمِ أَحْسَنَ وَلا أَجْمَلَ ، مَا أَرَاكَ إِلا قَدِ اسْتَوْجَبْتَ عَلَيْنَا الْعَطَاءَ الْجَزْلَ ، فَانْعَتِ النَّبِيذَ ، فَإِنَّهُ لا بُدَّ مِنْ نَعْتِهِ ، قَالَ : أَصْلَحَ اللَّهُ الأَمِيرَ أَمَّا إِذَا أَبِيتَ عَلَيَّ ، فَإِنَّهُ يَقْصِدُ لَقُبُلِ الرَّجُلِ حَتَّى يُسْهِلَهُ ، فَضَحِكَ الْحَجَّاجُ حَتَّى رَكَضَ مَرَّتَيْنِ بِرِجْلِهِ ، ثُمَّ كَانَ أَوَّلَ دَاخِلٍ عَلَيْهِ مِنَ الأَطِبَّاءِ وَآخِرَ خَارِجٍ " .

الرواه :

الأسم الرتبة

Whoops, looks like something went wrong.