حَدَّثَنِي أَبُو زَيْدٍ النُّمَيْرِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنِي شِهَابُ بْنُ عَبَّادٍ ، قَالَ : " لَمَّا اسْتَبَاحَ يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمَوْصِلِيُّ عَدَا رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِهِ عَلَى صَبِيٍّ يُرِيدُ قَتْلَهُ ، فَسَعَى الصَّبِيُّ حَتَّى وَلَجَ عَلَى جَدَّةٍ لَهُ أَوْ أُمٍّ أَوْ عَمَّةٍ ، فَاشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ , فَقَالَ : أَظْهِرِيهِ وَإِلا قَتَلْتُكُمَا جَمِيعًا ، فَقَالَتْ لَهُ : أَنْشُدُكَ اللَّهَ فِيهِ فَإِنَّكُمْ قَدْ أَفْنَيْتُمْ أَهْلَهُ فَلَمْ يَبْقَ غَيْرُهُ ، وَلَكَ عَشَرَةُ آلافٍ أُعْطِيكَهَا السَّاعَةَ ، فَأَبَى فَبَذَلَتْ كُلَّ مَا تَمْلِكُ ، فَأَبَى وَنَظَرَ إِلَى وِعَاءِ سَقَطَ أَوْ حِقْوَةٍ أَوْ غَيْرِ ذَلِكَ ، فَنَظَرَ فَإِذَا فِيهِ : إِذَا جَارَ الأَمِيرُ وَكَاتِبُوهُ وَحَافُوا فِي الْحُكُومَةِ وَالْقَضَاءِ فَوَيْلٌ لِلأَمِيرِ وَكَاتِبِيهِ وَقَاضِي الأَرْضِ مِنْ قَاضِي السَّمَاءِ فَخَرَجَ الرَّجُلُ نَادِمًا وَلَمْ يَعْرِضْ لِلْغُلامِ وَلا لِشَيْءٍ مِمَّا فِي بَيْتِ الْمَرْأَةِ ، وَتَابَ فَأَحْسَنَ التَّوْبَةَ " .