حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا حَكِيمُ بْنُ جَعْفَرٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مُطَرِّفُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْهُذَلِيُّ ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ ، قَالَ : أَظُنُّهُ عَبْدَ النُّورِ السَّلِيطِيَّ ، قَالَ : " تَعَبَّدَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ ، فَكَانَ يُحْيِي اللَّيْلَ صَلاةً ، فَقَالَتْ لَهُ أُمُّهُ : يَا بُنَيَّ لَوْ نِمْتَ مِنَ اللَّيْلِ شَيْئًا ، فَقَالَ : مَا شِئْتِ يَا أُمَّهْ ، إِنْ شِئْتِ نِمْتُ الْيَوْمَ وَلَمْ أَنَمْ غَدًا فِي الآخِرَةِ ، وَإِنْ شِئْتِ لَمْ أَنَمِ الْيَوْمَ لَعَلِّي أُدْرِكُ النَّوْمَ غَدًا فِي الآخِرَةِ مَعَ الْمُسْتَرِيحِينَ مِنْ عُسْرِ الْحِسَابِ . قَالَتْ : يَا بُنَيَّ ، وَاللَّهِ مَا أُرِيدُ لَكَ إِلا الرَّاحَةَ ، فَرَاحَةُ الآخِرَةِ أَحَبُّ إِلَيَّ لَكَ مِنْ رَاحَةِ الدُّنْيَا ، فَدُونَكَ يَا بُنَيَّ ، فَحَالِفِ السَّهَرَ أَيَّامَ الْحَيَاةِ لَعَلَّكَ تَنْجُو مِنْ عُسْرِ ذَلِكَ الْيَوْمِ ، وَمَا أَرَاكَ نَاجِيًا . قَالَ : فَصَرَخَ الْفَتَى صَرْخَةً ، فَسَقَطَ بَيْنَ يَدَيْهَا مَيِّتًا ، فَاجْتَمَعَتْ عِنْدَهَا رِجَالاتٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ يُعَزُّونَهَا . قَالَ : وَهِيَ تَقُولُ : وَابُنَيَّاهُ قَتِيلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، وَابُنَيَّاهُ قَتِيلَ يَوْمِ الآخِرَةِ . قَالَ : وَكَانُوا يَقُولُونَ : إِنَّهَا كَانَتْ أَفْضَلَ مِنَ ابْنِهَا " .