حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ مُصْلِحٍ الْعَتَكِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ خَالِدِ بْنِ مِينَاسَ وَكَانَ وَاللَّهِ مِمَّنْ يَخَافُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ عِنْدَنَا سِرًّا وَعَلانِيَةً ، قَالَ : حَدَّثَنِي صَاحِبٌ لَنَا مِنَ الصُّورِيِّينَ ، قَالَ : " مُثِّلَتْ لِيَ الْقِيَامَةُ فِي مَنَامِي ، فَجَعَلْتُ أَنْظُرُ إِلَى قَوْمٍ مِنْ إِخْوَانِي قَدْ نُضِّرَتْ وُجُوهُهُمْ ، وَأَشْرَقَتْ أَلْوَانُهُمْ وَعَلَيْهِمُ الْحُلَلُ دُونَ ذَلِكَ الْجَمْعِ ، فَقُلْتُ : مَا بَالُ هَؤُلاءِ مُكْتَسُونَ وَالنَّاسُ عُرَاةٌ ، وَوُجُوهُهُمْ مُشْرِقَةٌ نَضْرَةً وَالنَّاسُ غُبْرٌ كَمَا نُشِرُوا مِنَ الْقُبُورِ ؟ قَالَ : فَقَالَ لِي قَائِلٌ : أَمَّا الَّذِي رَأَيْتَ مِنَ الْكِسْوَةِ فَإِنَّ أَوَّلَ مَا يُكْسَى مِنَ الْخَلائِقِ بَعْدَ النَّبِيِّينَ الْمُؤَذِّنُونَ وَأَهْلُ الْقُرْآنِ ، وَأَمَّا مَا رَأَيْتَ مِنْ إِشْرَاقِ الْوُجُوهِ فَذَلِكَ ثَوَابُ السَّهَرِ وَالتَّهَجُّدِ مَعَ عَظِيمِ مَا يُدَّخَرُ لَهُمْ فِي الْجَنَّةِ . قَالَ : وَرَأَيْتُ قَوْمًا عَلَى نَجَائِبَ ، فَقُلْتُ : مَا بَالُ هَؤُلاءِ رُكْبَانٌ وَالنَّاسُ حُفَاةٌ مُشَاةٌ ؟ فَقِيلَ لَهُ : هَؤُلاءِ الَّذِينَ قَامُوا لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى أَقْدَامِهِمْ تَقَرُّبًا إِلَيْهِ أَثَابَهُمْ بِذَلِكَ خَيْرَ الثَّوَابِ ، مَرَاكِبًا لا تَرُوثُ وَلا تَبُولُ ، وَأَزْوَاجًا لا يَمُتْنَ وَلا يَهْرَمْنَ . قَالَ : فَصِحْتُ وَاللَّهِ فِي مَنَامِي : وَاهًا لِلْعَابِدِينَ مَا أَشْرَفَ الْيَوْمَ مَقَامَهُمْ ! وَاسْتَيْقَظْتُ وَاللَّهِ وَأَنَا وَجِلُ الْقَلْبِ مِمَّا كُنْتُ فِيهِ " .
الأسم | الشهرة | الرتبة |