حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ ، قَالَ : حَدَّثَنِي مَالِكُ بْنُ ضَيْغَمٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي الْحَكَمُ بْنُ نُوحٍ ، قَالَ : بَكَى أَبُوكُ لَيْلَةً مِنْ أَوَّلِ اللَّيْلِ إِلَى آخِرِهِ ، لَمْ يَسْجُدْ فِيهَا سَجْدَةً ، وَلَمْ يَرْكَعْ فِيهَا رَكْعَةً ، وَنَحْنُ مَعَهُ فِي الْبَحْرِ . فَلَمَّا أَصْبَحْنَا قُلْتُ : يَا أَبَا مَالِكٍ ! لَقَدْ طَالَتْ لَيْلَتُكَ لا مُصَلِّيًا وَلا دَاعِيًا ، فَبَكَى ثُمَّ قَالَ : " لَوْ يَعْلَمُ الْخَلائِقُ مَاذَا يَسْتَقْبِلُونَ غَدًا مَا لَذُّوا بِعَيْشٍ أَبَدًا ، إِنِّي وَاللَّهِ لَمَّا رَأَيْتُ اللَّيْلَ وَهَوْلَهُ , وَشِدَّةَ سَوَادِهِ ، ذَكَرْتُ بِهِ الْمَوْقِفَ , وَشِدَّةَ الأَمْرِ هُنَاكَ ، وَكُلُّ امْرِئٍ يَوْمَئِذٍ تَهُمُّهُ نَفْسُهُ ، لا يُغْنِي وَالِدٌ عَنْ وَلَدِهِ ، وَلا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَنْ وَالِدَهِ شَيْئًا " . قَالَ : ثُمَّ شَهِقَ ، فَلَمْ يَزَلْ يَضْطَرِبُ مَا شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ هَدَأَ . قَالَ الْحَكَمُ : فَحَمَلَ عَلَيَّ أَصْحَابُنَا فِي الْمَرْكِبِ وَقَالُوا : أَنْتَ تَعْلَمُ أَنَّهُ لا يَحْتَمِلُ الذِّكْرَ ، فَمَا تُهَيِّجُهُ ، قَالَ : فَكُنْتُ بَعْدُ لا أَكَادُ أَذْكُرُ لَهُ شَيْئًا لا يَسْأَلُنِي عَنْهُ .
الأسم | الشهرة | الرتبة |