بكاء ادم صلى الله عليه وسلم


تفسير

رقم الحديث : 273

حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ ، قَالَ : حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ يَحْيَى الأُوَيْسِيُّ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ ، قَالَ : " خَرَجَ عَطَاءُ بْنُ يَسَارٍ , وَسُلَيْمَانُ بْنُ يَسَارٍ حَاجَّيْنِ مِنَ الْمَدِينَةِ , وَمَعَهُمْ أَصْحَابٌ لَهُمْ ، حَتَّى إِذَا كَانُوا بِالأَبْوَاءِ نَزَلُوا مَنْزِلا ، فَانْطَلَقَ سُلَيْمَانُ وَأَصْحَابُهُ لِبَعْضِ حَاجَتِهِمْ ، وَبَقِيَ عَطَاءُ بْنُ يَسَارٍ قَائِمًا فِي الْمَنْزِلِ يُصَلِّي . فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ امْرَأَةٌ مِنَ الأَعْرَابِ جَمِيلَةٌ ، فَلَمَّا رَآهَا ظَنَّ أَنَّ لَهَا حَاجَةً فَأَوْجَزَ فِي صَلاتِهِ ثُمَّ قَالَ : " أَلَكِ حَاجَةٌ ؟ " قَالَتْ : نَعَمْ . قَالَ : " مَا هِيَ ؟ " قَالَتْ : قُمْ فَأَصِبْ مِنِّي فَإِنِّي قَدْ وَدِقْتُ وَلا بَعْلَ لِي . فَقَالَ : " إِلَيْكِ عَنِّي ، لا تَحْرِقِينِي وَنَفْسَكِ بِالنَّارِ " . وَنَظَرَ إِلَى امْرَأَةٍ جَمِيلَةٍ ، فَجَعَلَتْ تُرَاوِدُهُ عَنْ نَفْسِهِ ، وَتَأْبَى إِلا مَا تُرِيدُ ! قَالَ : وَاشْتَدَّ بُكَاؤُهُ . فَلَمَّا نَظَرَتِ الْمَرْأَةُ إِلَيْهِ , وَمَا دَاخَلَهُ مِنَ الْبُكَاءِ وَالْجَزَعِ ، بَكَتِ الْمَرْأَةُ لِبُكَائِهِ . فَجَعَلَ يَبْكِي ، وَالْمَرْأَةُ بَيْنَ يَدَيْهِ تَبْكِي . فَبَيْنَمَا هُوَ كَذَلِكَ ، إِذْ جَاءَ سُلَيْمَانُ مِنْ حَاجَتِهِ . فَلَمَّا نَظَرَ إِلَى عَطَاءٍ يَبْكِي ، وَالْمَرْأَةُ بَيْنَ يَدَيْهِ تَبْكِي ، جَلَسَ يَبْكِي فِي نَاحِيَةِ الْبَيْتِ لِبُكَائِهِمَا لا يَدْرِي مَا أَبْكَاهُمَا ! وَجَعَلَ أَصْحَابُهُمَا يَأْتُونَ رَجُلا رَجُلا ، كُلَّمَا أَتَى رَجُلٌ فَرَآهُمْ يَبْكُونَ ، جَلَسَ يَبْكِي لِبُكَائِهِمْ ، لا يَسْألُونَهُمْ عَنْ أَمْرِهِمْ ، حَتَّى كَثُرَ الْبُكَاءُ وَعَلا الصَّوْتُ . فَلَمَّا رَأَتِ الأَعَرَابِيَّةُ ذَلِكَ ، قَامَتْ فَخَرَجَتْ . قَالَ : وَقَامَ الْقَوْمُ فَدَخَلُوا . فَلَبِثَ سُلَيْمَانُ بَعْدَ ذَلِكَ وَهُوَ لا يَسْأَلُ أَخَاهُ عَنْ قِصَّةِ الْمَرْأَةِ إِجَلالا لَهُ وَهَيْبَةً . قَالَ : وَكَانَ أَسَنَّ مِنْهُ . قَالَ : ثُمَّ إِنَّهُمَا قَدِمَا مِصْرًا لِبَعْضِ حَاجَتِهُمَا ، فَلَبِثَا بِهَا مَا شَاءُ اللَّهُ . فَبَيْنَا عَطَاءٌ ذَاتَ لَيْلَةٍ نَائِمٌ ، إِذِ اسْتَيْقَظَ وَهُوَ يَبْكِي ! فَقَالَ لَهُ سُلَيْمَانُ : مَا يُبْكِيكَ أَيْ أَخِي ؟ ! قَالَ : فَاشْتَدَّ بُكَاؤُهُ ! قَالَ : مَا يُبْكِيكَ يَا أَخِي ؟ ! قَالَ : " رُؤْيَا رَأَيْتُهَا اللَّيْلَةَ . قَالَ : وَمَا هِيَ ؟ قَالَ : لا تُخْبِرْ بِهَا أَحَدًا مَا دُمْتُ حَيًّا " . قَالَ : وَذَاكَ . قَالَ : " رَأَيْتُ يُوسُفَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَجِئْتُ أَنْظُرُ إِلَيْهِ فِيمَنْ يَنْظُرُ . فَلَمَّا رَأَيْتُ حُسْنَهُ بَكَيْتُ ! فَنَظَرَ إِلَيَّ فِي النَّاسِ فَقَالَ : مَا يُبْكِيكَ أَيُّهَا الرَّجُلُ ؟ قُلْتُ : بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي ، ذَكَرْتُكَ وَامْرَأَةَ الْعَزِيزِ , وَمَا ابْتُلِيتَ بِهِ مِنْ أَمْرِهَا , وَمَا لَقِيتَ مِنَ السِّجْنِ , وَفُرْقَةِ الشَّيْخِ يَعْقُوبَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَبَكَيْتُ مِنْ ذَلِكَ ، وَجَعَلْتُ أَتَعَجَّبُ مِنْهُ . فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : فَهَلا تَعَجَّبْتَ مِنْ صَاحِبِ الْمَرْأَةِ بِالأَبْوَاءِ ؟ فَعَرَفْتُ الَّذِي أَرَادَ ، فَبَكَيْتُ ، وَاسْتَيْقَظْتُ بَاكِيًا " ، قَالَ سُلَيْمَانُ : أَيْ أَخِي ! وَمَا كَانَ حَالُ تِلْكَ الْمَرْأَةِ ؟ قَالَ : فَقَصَّ عَلَيْهِ عَطَاءٌ الْقِصَّةَ فَمَا أَخْبَرَ سُلَيْمَانُ بِهَا أَحَدًا حَتَّى مَاتَ عَطَاءٌ ، وَحَدَّثَ بِهَا بَعْدَهُ امْرَأَةً مِنْ أَهْلِهِ . قَالَ : وَمَا شَاعَ هَذَا الْحَدِيثُ بِالْمَدِينَةِ إِلا بَعْدَ مَوْتِ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ ! " .

الرواه :

الأسم الرتبة

Whoops, looks like something went wrong.