حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ ، حدثنا حَكِيمُ بْنُ جَعْفَرٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي قُرَّةُ النَّحَّاتُ ، قَالَ : قُلْتُ لِعَابِدٍ فِي بَيْتِ الْمَقْدِسِ : أَوْصِنِي ، قَالَ : " عَلَيْكَ بِالصَّبْرِ ، وَالتَّصَبُّرِ ، وَالاصْطِبَارِ " ، قَالَ : قُلْتُ : مَا الصَّبْرُ ؟ وَمَا التَّصَبُّرُ ؟ وَمَا الاصْطِبَارُ ؟ قَالَ : " أَمَّا الصَّبْرُ فَالتَّسْلِيمُ وَالرِّضَا بِنُزُولِ الْمَصَائِبِ وَالْبَلْوَى ، وَتَوْطِينُ النُّفُوسِ عَلَيْهَا قَبْلَ حُلُولِهَا ، وَأَمَّا التَّصَبُّرُ فَتَجَرُّعُ مَرَارَتِهَا عِنْدَ نُزُولِهَا ، وَمُجَاهَدَةُ النَّفْسِ عَلَى هُدُوئِهَا وَسُكُونِهَا ، وَأَمَّا الاصْطِبَارُ فَاسْتِقْبَالُ مَا يَنْزِلُ مِنْهَا مِنَ الْمَصَائِبِ وَالْبَلْوَى بِالطَّلاقَةِ وَالْبِشْرِ ، وَانْتِظَارُ مَا لَمْ يَنْزِلْ مِنْهَا بِالاعْتِبَارِ وَالْفِكْرِ ، فَإِذَا كَانَ الْعَبْدُ كَذَلِكَ كَانَ مُصْطَبِرًا ، لَمْ يُبَالِ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَلِكَ " ، وَجَدْتُ فِي بَعْضِ الْحِكْمَةِ : الصَّبْرُ عَلَى عَشَرَةِ وجُوهٍ : الصَّبْرُ عَلَى الْمَعَاصِي ، وَالصَّبْرُ عَلَى الْفَرَائِضِ ، وَالصَّبْرُ عَلَى الشُّبُهَاتِ ، وَالصَّبْرُ عَلَى الْفَقْرِ ، وَالصَّبْرُ عَلَى الأَوْجَاعِ ، وَالصَّبْرُ عَلَى الْمَصَائِبِ ، وَالصَّبْرُ عَلَى أَذَى النَّاسِ ، وَالصَّبْرُ عَنِ الشَّهَوَاتِ ، وَالصَّبْرُ عَنْ فُضُولِ الْكَلامِ ، وَالصَّبْرُ عَلَى النَّوَافِلِ ، وَكُلُّ عَمَلٍ مِنْ هَذِهِ الْوُجُوهِ تَعْمَلُهُ وَهُوَ شَاقٌّ عَلَيْكَ فَأَنْتَ فِيهِ صَابِرٌ ، وَكُلُّ عَمَلٍ مِنْهَا وَلَيْسَ فِيهِ ذَلِكَ مِنْ بَابِ الصَّبْرِ ، وَيَكُونُ ذَلِكَ مِنْ حُسْنِ الْمَعُونَةِ مِنَ اللَّهِ سُبْحَانَهُ لِعَبْدِهِ ، كَفَاهُ مُؤْنَةَ الْمَشَقَّةِ وَأَذَاقَهُ حَلاوَةَ الْمَعُونَةِ .
الأسم | الشهرة | الرتبة |