حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ، حدثنا عَمْرُو بْنُ خَالِدٍ ، حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ لَهِيعَةَ ، حدثنا عَطَاءُ بْنُ دِينَارٍ الْهُذَلِيُّ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، قَالَ : " الصَّبْرُ عَلَى نَحْوَيْنِ : أَمَا أَحَدُهُمَا فَالصَّبْرُ عَمَّا حَرَّمَ اللَّهُ ، وَالصَّبْرُ لِمَا افْتَرَضَ اللَّهُ مِنْ عِبَادَتِهِ ، وَذَلِكَ أَفْضَلُ الصَّبْرِ ، وَالصَّبْرُ الآخَرُ فِي الْمَصَائِبِ ، وَهُوَ اعْتِرَافُ النَّفْسِ لِلَّهِ لِمَا أَصَابَ الْعَبْدَ ، وَاحْتِسَابُهُ عِنْدَ اللَّهِ رَجَاءَ ثَوَابِهِ ، فَذَلِكَ الصَّبْرُ الَّذِي يُثِيبُ عَلَيْهِ الأَجْرَ الْعَظِيمَ ، وَإِنَّكَ لَتَجِدُ الرَّجُلَ صَبُورًا عِنْدَ الْمُصِيبَةِ ، جَلِيدًا وَلَيْسَ بِمُحْتَسِبٍ لَهَا ، وَلا رَاجٍ لِثَوَابِهَا ، وَفِي كُلِّ الْمِلَلِ تَجِدُ الصَّبُورَ عَلَى الْمُصِيبَةِ ، فَإِذَا تَفَكَّرْتَ فِي صَبْرِ الْمَصَائِبِ وَجَبَ صَبْرَانِ : أَحَدُهُمَا لِلَّهِ ، وَالآخَرُ خَلِيقَةٌ تَكُونُ فِي الإِنْسَانِ " ، وَسُئِلَ عَنِ الْجَزَعِ ، فَقَالَ : " الْجَزَعُ عَلَى نَحْوَيْنِ : أَحَدُهُمَا فِي الْخَطَايَا أَنْ يَجْزَعَ الرَّجُلُ إِلَيْهَا ، وَالآخَرُ فِي الْمَصَائِبِ ، فَأَمَّا جَزَعُ الْمُصِيبَةِ فَهُوَ أَلا يَحْتَسِبَهَا الْعَبْدُ عِنْدَ اللَّهِ وَلا يَرْجُوَ ثَوَابَهَا ، وَيَرَى أَنَّهُ سُوءٌ أَصَابَهُ ، فَذَلِكَ الْجَزَعُ ، وَيَفْعَلُ ذَلِكَ وَهُوَ مُتَجَلِّدٌ لا يَبِينُ مِنْهُ إِلا الصَّبْرُ " .
الأسم | الشهرة | الرتبة |