حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ الأَزْرَقُ ، حدثنا شَيْخٌ لَنَا ، قَالَ : الْتَقَى يُونُسُ وَجِبْرِيلُ عليهما السلام ، فقال يونس يا جبريل : دلني على أعبد أهل الأرض ! قَالَ : فَأَتَى عَلَى رَجُلٍ قَدْ قَطَعَ الْجُذَامُ يَدَيْهِ وَرِجْلَيْهِ وَهُوَ يَقُولُ : مَتَّعْتَنِي بِهِمَا حَيْثُ شِئْتَ ، وَسَلَبْتَنِيهِمَا حَيْثُ شِئْتَ ، وَأَبْقَيْتَ لِي فِيكَ طُولَ الأَمَلِ ، يَا بَارُّ يَا وَصُولُ ، فَقَالَ يُونُسُ : يَا جِبْرِيلُ ، إِنِّي إِنَّمَا سَأَلْتُكَ أَنْ تُرِينِيهِ صَوَّامًا قَوَّامًا ، قَالَ جِبْرِيلُ : إِنَّ هَذَا كَانَ قَبْلَ الْبَلاءِ قَانِتًا لِلَّهِ هَكَذَا ، وَقَدْ أُمِرْتُ أَنْ أَسْلُبَهُ بَصَرَهُ . قَالَ : فَأَشَارَ إِلَى عَيْنَيْهِ ، فَسَالَتَا ! فَقَالَ : مَتَّعْتَنِي بِهِمَا حَيْثُ شِئْتَ ، وَسَلَبْتَنِيهِمَا حَيْثُ شِئْتَ ، وَأَبْقَيْتَ لِي فِيكَ طُولَ الأَمَلِ ، يَا بَارُّ يَا وَصُولُ ، فَقَالَ جِبْرِيلُ : هَلُمَّ تَدْعُو اللَّهَ وَنَدْعُو مَعَكَ فَيَرُدُّ اللَّهُ عَلَيْكَ يَدَيْكَ وَرِجْلَيْكَ وَبَصَرَكَ ، فَتَعُودُ إِلَى الْعِبَادَةِ الَّتِي كُنْتَ فِيهَا ، قَالَ : مَا أُحِبُّ ذَاكَ ، قَالَ : وَلِمَ ؟ قَالَ : أَمَّا إِذَا كَانَتْ مَحَبَّتُهُ فِي هَذَا فَمَحَبَّتُهُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ ذَاكَ ، قَالَ يُونُسُ : يَا جِبْرِيلُ ، بِاللَّهِ مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَعْبَدَ مِنْ هَذَا قَطُّ ، قَالَ جِبْرِيلُ : يَا يُونُسُ هَذَا طَرِيقٌ لا يُوصَلُ إِلَى اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى بِشَيْءٍ أَفْضَلَ مِنْهُ .