حدثنا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ ، قَالَ : قَالَ رَجُلٌ مَرَّةً : لأَمْتَحِنَنَّ أَهْلَ الْبَلاءِ ، قَالَ : فَدَخَلْتُ عَلَى رَجُلٍ بِطَرَسُوسَ وَقَدْ أَكَلَتِ الأَكَلَةُ أَطْرَافَهُ ، فَقُلْتُ : كَيْفَ أَصْبَحْتَ ؟ قَالَ : أَصْبَحْتُ وَاللَّهِ وَكُلُّ عُضْو مِنِّي يَأْلَمُ عَلَى حِدَّتِهِ مِنَ الْوَجَعِ ، لَوْ أَنَّ الرُّومَ فِي شِرْكِهَا وَكُفْرِهَا اطَّلَعَتْ عَلَيَّ لَرَحِمَتْنِي مِمَّا أَنَا فِيهُ ، وَإِنَّ ذَلِكَ لَبِعَيْنِ اللَّهِ ، أَحَبُّهُ إِلَيَّ أُحِبُّهُ إِلَى اللَّهِ ، وَمَا قَدْرُ مَا أَخَذَ رَبِّي مِنِّي ؟ وَدِدْتُ أَنَّ رَبِّيَ قَدْ قَطَعَ مِنِّي الأَنَامِلَ الَّتِي بِهَا اكْتَسَبْتُ الإِثْمَ ، وَأَنَّهُ لَمْ يَبْقَ مِنِّي إِلا لِسَانِي يَكُونُ لَهُ ذَاكِرًا ، قَالَ : فَقَالَ لَهُ الرَّجُلُ : مَتَى بَدَأَتْ بِكَ هَذِهِ الْعِلَّةُ ؟ فَقَالَ : أَمَا كَفَاكَ ؟ الْخَلْقُ كُلُّهُمْ عَبِيدُ اللَّهِ وَعِيَالُهُ ، فَإِذَا رَأَيْتَ مِنَ الْعِبَادِ عَيْلَةَ فَالشَّكْوَى إِلَى اللَّهِ ، لَيْسَ اللَّهُ يُشْتَكَى إِلَى الْعِبَادِ .
الأسم | الشهرة | الرتبة |