حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ الْمُغِيرَةِ ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلالٍ ، قَالَ : " كَانَ يُونُسُ عَلَيْهِ السَّلامُ يَدْعُو قَوْمَهُ ، فَيَأْبَوْنَ عَلَيْهِ ، فَإِذَا خَلا دَعَا لَهُمْ . قَالَ : وَبَعَثُوا عَلَيْهِ عَيْنًا لَهُمْ ، فَلَمَّا أَعْيَوْهُ دَعَا اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْهِمْ ، فَجَاءَ عَيْنُهُمْ ، فَأَخْبَرَهُمْ بِذَلِكَ ، فَخَرَجُوا فِي . . . بِالْبَهَائِمِ عَنْ أَوْلادِهَا ، وَخَرَجُوا يَضِجُّونَ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، فَرَحِمَهُمُ اللَّهُ ، فَجَاءَ يُونُسُ يَنْظُرُ بِأَيِّ شَيْءٍ أُهْلِكَ قَوْمُهُ ، فَإِذَا الأَرْضُ مُسْوَدَّةٌ مِنْهُمْ ، قَالَ : فَانْطَلَقَ مُرَاغِمًا ، فَرَكِبَ مَعَ قَوْمٍ فِي سَفِينَةٍ ، فَجَعَلَتِ السَّفِينَةُ لا تَنْتَقِلُ وَلا تَرْجِعُ ، فَقَالَ : مَا هَذَا إِلا بِذَنْبِ بَعْضِكُمْ . فَاقْتَرَعُوا فَلَقِيَهُ فِي الْمَاءِ ، وَيُخَلِّي وَجْهَنَا فَيَبْقَى بَيْنَهُمْ يُونُسُ فِي الشِّمَالِ ، فَقَالُوا : لا . . . اللَّيْلَةَ مِنْ شَرٍّ أَصَابَنَا بِنَبِيِّ اللَّهِ ، فَأَعَادُوا الْقُرْعَةَ ، فَبَقِيَ سَهْمُهُ فِي الشِّمَالِ ، قَالَ يُونُسُ : مَا يُرَادُ غَيْرِي ، أَلْقُونِي فِي الْمَاءِ ، وَلَكِنْ لا تُنَكِّسُونِي عَلَى رَأْسِي ، وَلَكِنْ صُبُّونِي عَلَى رِجْلَيَّ صَبًّا ، فَفَعَلُوا ، فَحَاتَ الْحُوتُ فَاهُ ، فَأَلْقَمَهُ ، فَاتَّبَعَهُ حُوتٌ أَكْبَرُ مِنْهُ لِيَلْقُمَهُمَا جَمِيعًا ، فَسَبَقَهُ ، فَكَانَ فِي بَطْنِ الْحُوتِ ، حَتَّى دَقَّ لَحْمَهُ وَعَظْمَهُ وَشَعْرَهُ وَبَشْرَتَهُ ، وَكَانَ . . . فَدَعَا اللَّهَ فِيمَا دَعَا بِهِ ، قَالَ : فَنَبَذْنَاهُ بِالْعَرَاءِ وَهُوَ سَقِيمٌ { 145 } وَأَنْبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِنْ يَقْطِينٍ { 146 } سورة الصافات آية 145-146 ، قَالَ : وَكَانَ فِي تِلْكَ الشَّجَرَةِ غِذَاءٌ ، حَتَّى اشْتَدَّ عَظْمُهُ ، وَنَبَتَ لَحْمُهُ وَشَعْرُهُ ، وَبَشَرَتُهُ ، فَكَانَ كَمَا كَانَ ، فَبَعَثَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْهَا رِيحًا فَيَبِسَتْ ، فَبَكَى عَلَيْهَا يُونُسُ ، فَأَوْحَى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَيْهِ : يَا يُونُسُ ، أَتَبْكِي عَلَى شَجَرَةٍ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِيهَا بَلاغًا ، وَلا تَبْكِي عَلَى قَوْمِكَ أَنْ يُهْلَكُوا " .