حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ الْمُغِيرَةِ ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلالٍ ، قَالَ : قَالَ جُنْدَبٌ : قَالَ حُذَيْفَةُ : " لَمَّا أُرْسِلَتِ الرُّسُلُ إِلَى قَوْمِ لُوطٍ لِيُهْلِكُوهُمْ ، قِيلَ لَهُمْ : لا تُهْلِكُوا قَوْمَ لُوطٍ حَتَّى يَشْهَدَ عَلَيْهِمْ لُوطٌ ثَلاثَ مَرَّاتٍ ، قَالَ : وَطَرِيقُهُمْ عَلَى إِبْرَاهِيمَ ، قَالَ : فَأَتَوْا إِبْرَاهِيمَ فَبَشَّرُوهُ بِمَا بَشَّرُوهُ ، فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ الرَّوْعُ وَجَاءَتْهُ الْبُشْرَى يُجَادِلُنَا فِي قَوْمِ لُوطٍ سورة هود آية 74 قَالَ : كَانَتْ مُجَادَلَتُهُ إِيَّاهُمْ أَنَّهُ قَالَ لَهُمْ : إِنْ كَانَ فِيهِمْ خَمْسُونَ يَعْنِي نَفْسًا أَتُهْلِكُونَهُمْ ؟ قَالُوا : لا ، قَالَ : أَرَأَيْتُمْ فَأَرْبَعُونَ ؟ قَالُوا : لا ، قَالَ : فَثَلاثُونَ ؟ قَالُوا : لا . حَتَّى انْتَهَى إِلَى عَشَرَةٍ أَوْ خَمْسَةٍ ، شَكَّ سُلَيْمَانُ . فَأَتَوْا لُوطًا عَلَيْهِ السَّلامُ وَهُوَ فِي أَرْضٍ يَعْمَلُ فِيهَا ، فَحَسِبَهُمْ ضِيفَانًا ، فَأَقْبَلَ بِهِمْ حِينَ أَمْسَى إِلَى أَهْلِهِ ، فَأَمْسَوْا مَعَهُ ، فَالْتَفَتَ إِلَيْهِمْ فَقَالَ : أَمَا تَرَوْنَ مَا يَصْنَعُ هَؤُلاءِ ؟ قَالُوا : وَمَا يَصْنَعُونَ ؟ قَالَ : هُمْ مَا مِنَ النَّاسِ أَحَدٌ شَرًّا مِنْهُمْ . فَانْتَهَوْا بِهِ إِلَى أَهْلِهِ ، فَانْطَلَقَتِ الْعَجُوزُ السُّوءُ امْرَأَتُهُ ، فَأَتَتْ قَوْمَهَا فَقَالَتْ : لَقَدْ تَضَيَّفَ لُوطًا اللَّيْلَةَ قَوْمٌ مَا رَأَيْتُ قَطُّ أَحْسَنَ وُجُوهًا ، وَلا أَطْيَبَ رِيحًا مِنْهُمْ ، فَأَقْبَلُوا يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ ، حَتَّى دَفَعُوا الْبَابَ ، حَتَّى كَادُوا أَنْ يَغْلِبُوهُ عَلَيْهِ ، فَقَامَ مَلَكٌ بِجَنَاحِهِ ، فَصَفِقَهُ دُونَهُمْ ، ثُمَّ أَغْلَقَ الْبَابَ ، ثُمَّ عَلَوْا الأَحَاجِيرَ فَعَلَوْا مَعَهُ ، ثُمَّ جَعَلَ يُخَاطِبُهُمْ : هَؤُلاءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ سورة هود آية 78 حَتَّى بَلَغَ : أَوْ آوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ سورة هود آية 80 ، قَالُوا يَا لُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَنْ يَصِلُوا إِلَيْكَ سورة هود آية 81 ، فَقَالَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ : إِنَّهُمْ رُسُلُ اللَّهِ ، فَمَا بَقِيَ أَحَدٌ مِنْهُمْ تِلْكَ اللَّيْلَةَ إِلا عَمِيَ . قَالَ : فَبَاتُوا بِشَرِّ لَيْلَةٍ عُمْيًا ، يَنْتَظِرُونَ الْعَذَابَ . قَالَ : وَسَارَ بِأَهْلِهِ ، فَاسْتَأْذَنَ جِبْرِيلُ فِي هُلْكِهِمْ ، فَأُذِنَ لَهُ ، فَارْتَفَعَ الأَرْضَ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا ، فَأَلْوَى بِهَا حَتَّى سَمِعَ أَهْلُ سَمَاءِ الدُّنْيَا نُبَاحَ كِلابِهِمْ ، وَأَوْقَدَ تَحْتَهَا نَارًا ، ثُمَّ قَلَبَهَا عَلَيْهِمْ . فَسَمِعَتِ امْرَأَتُهُ الْوَجْبَةُ وَهِيَ مَعَهُ ، فَالْتَفَتَتْ ، فَأَصَابَهَا الْعَذَابُ .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
حُذَيْفَةُ | حذيفة بن اليمان العبسي | صحابي |
جُنْدَبٌ | جندب بن عبد الله البجلي | صحابي |
حُمَيْدِ بْنِ هِلالٍ | حميد بن هلال العدوي | ثقة |
سُلَيْمَانَ بْنِ الْمُغِيرَةِ | سليمان بن المغيرة القيسي | ثقة ثقة |
سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ | سعيد بن سليمان الضبي | ثقة حافظ |