حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ سَعْدٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَمِّي ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبِي ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ ، قَالَ : " كَانُوا عَقَرُوا النَّاقَةَ يَوْمَ الأَرْبِعَاءِ ، فَقَالَ لَهُمْ صَالِحٌ حِينَ سَأَلُوهُ عَنْ ذَلِكَ : تُصْبِحُونَ غَدًا يوْمَ مُؤْنِسٍ ، يَعْنِي يَوْمَ الْخَمِيسِ ، وُجُوهُكُمْ مُصْفَرَّةٌ ، وَتُصْبِحُونَ يَوْمَ الْعَرُوبَةِ ، يَعْنِي الْجُمُعَةَ ، وَوُجُوهُكُمْ مُحْمَرَّةٌ ، ثُمَّ تُصْبِحُونَ يَوْمَ شِبْيَانَ ، يَعْنِي السَّبْتَ ، وُجُوهُكُمْ مُسْوَدَّةٌ ، ثُمَّ يُصَبِّحُكُمُ الْعَذَابُ يَوْمَ أَوَّلَ ، يَعْنِي يَوْمَ الأَحَدِ ، فَلَمَّا قَالَ لَهُمْ ذَلِكَ ، قَالَ التِّسْعَةُ الَّذِينَ عَقَرُوا النَّاقَةَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ : هَلُمَّ حَتَّى نَقْتُلَ صَالِحًا ، فَإِنْ كَانَ صَادِقًا عَجَّلْنَا قَتْلَهُ ، وَإِنْ كَانَ كَاذِبًا أَلْحَقْنَاهُ بِنَاقَتِهِ ، فَأَتَوْهُ يَوْمًا لِيُبَيِّتُوهُ فِي أَهْلِهِ ، فَدَمَغَتْهُمُ الْمَلائِكَةُ بِالْحِجَارَةِ . فَلَمَّا أَبْطَئُوا عَلَى أَصْحَابِهِمْ ، أَتَوْا مَنْزِلَ صَالِحٍ ، فَوَجَدُوهُمْ مُشَدَّخيِنَ قَدْ رُضِخُوا بِالْحِجَارَةِ ، فَقَالُوا لِصَالِحٍ : أَنْتَ قَتَلْتَهُمْ ، وَهَمُّوا بِهِ ، فَقَامَتْ عَشِيرَتُهُ وَقَالُوا : وَاللَّهِ لا تَصِلُونَ إِلَيْهِ ، قَدْ وَعَدَكُمْ أَنْ يَنْزِلَ بِكُمُ الْعَذَابُ ، فَإِنْ كَانَ صَادِقًا فَلا تَزِيدُونَ رَبَّكُمْ عِصْيَانًا عَلَيْكُمْ ، وَإِنْ كَانَ كَاذِبًا فَأَنْتُمْ مِنْ وَرَاءِ مَا تُرِيدُونَ ، فَانْصَرَفُوا عَنْهُ لَيْلَتَهُمْ تِلْكَ ، وَالنَّفَرُ التِّسْعَةُ الَّذِينَ رَضَخَتْهُمُ الْمَلائِكَةُ بِالْحِجَارَةِ فِيمَا يَزْعُمُونَ الَّذِينَ ذَكَرَهُمُ اللَّهُ فِي الْقُرْآن : وَكَانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ وَلا يُصْلِحُونَ سورة النمل آية 48 ، وَقَرَأَ إِلَى قَوْلِهِ : فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ سورة النمل آية 52 ، فَأَصْبَحُوا مِنْ تِلْكَ اللَّيْلَةِ الَّتِي انْصَرَفُوا عَنْ صَالِحٍ وُجُوهُهُمْ مُصْفَرَّةً ، فَأَيْقَنُوا بِالْعَذَابِ ، وَعَلِمُوا أَنَّ صَالِحًا صَدَقَهُمْ " .