اول قصة سليمان بن داود عليهما السلام


تفسير

رقم الحديث : 190

حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ ، وَإِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، وَأَبُو هِلالٍ الأَشْعَرِيُّ ، قَالُوا : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَازِمٍ أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : " لَمَّا ابْتُلِيَ سُلَيْمَانُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ ، كَانَ بَلاؤُهُ فِي سَبَبِ أُنَاسٍ مِنْ أَهْلِ امْرَأَتِهِ ، كَانَ يُقَالُ لَهَا : الْجُرَادَةُ ، وَكَانَتْ مِنْ أَحَبِّ نِسَائِهِ إِلَيْهِ ، وَكَانَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَدْخُلَ الْخَلاءَ أَوْ يَجْنُبَ يُعْطِيهَا الْخَاتَمَ ، وَإِنَّ نَاسًا يُخَاصِمُونَ قَوْمًا مِنْ أَهْلِ الْجُرَادَةِ ، فَكَانَ مِنْ هَوَى سُلَيْمَانَ عَلَيْهِ السَّلامُ أَنْ يَكُونَ الْحَقُّ لأَهْلِ الْجُرَادَةِ , فَعَرَفَتْ حِينَ لَمْ يَكُنْ هَوَاهُ فِيهِمْ وَاحِدًا ، فَأَرَادَ أَنْ يَدْخُلَ الْخَلاءَ ، فَأَعْطَاهَا الْخَاتَمَ ، فَجَاءَ الشَّيْطَانُ فِي صُورَةِ سُلَيْمَانَ فَقَالَ لَهَا : هَاتِي خَاتَمِي ، فَأَعْطَتْهُ إِيَّاهُ ، فَلَمَّا لَبِسَهُ دَانَتْ لَهُ الْجِنُّ وَالإِنْسُ وَالشَّيَاطِينُّ ، وَجَاءَهَا سُلَيْمَانُ فَقَالَ : هَاتِي خَاتَمِي ، فَقَالَتِ : اخْرُجْ ، لَسْتَ بَسُلَيْمَانَ ، قَدْ جَاءَ سُلَيْمَانُ فَأَخَذَ خَاتَمَهُ ، فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ سُلَيْمَانُ عَرَفَ أَنَّهُ مِنِ امْرَأَتِهِ ، فَخَرَجَ يَحْمِلُ عَلَى ظَهْرِهِ عَلَى شَطِّ الْبَحْرِ ، وَجَعَلَ إِذَا قَالَ : أَنَا سُلَيْمَانُ ، رَمَاهُ الصِّبْيَانُ بِالْحِجَارَةِ وَانْطَلَقَتِ الشَّيَاطِينُ فِي تِلْكَ الأَيَّامِ ، فَكَتَبُوا كُتُبًا فِيهَا كُفْرٌ وَسِحْرٌ ، فَدَفَنُوهَا تَحْتَ كُرْسِيِّ سُلَيْمَانَ ، ثُمَّ أَثَارُوهَا ، فَقَرَءُوهَا عَلَى النَّاسِ ، فَقَالُوا : إِنَّمَا كَانَ سُلَيْمَانُ يَغْلِبُ النَّاسَ بِهَذِهِ الْكُتُبِ . فَبَرِئَ النَّاسُ مِنْ سُلَيْمَانَ ، وَلَمْ يَزَالُوا يُكَفِّرُونَهُ حَتَّى بَعَثَ اللَّهُ مُحَمَّدًا عَلَيْهِ السَّلامُ ، فَمَكَثَ ذَلِكَ الشَّيْطَانُ يَعْمَلُ بِالْمَعَاصِي وَالشَّرِّ ، فَلَمَّا أَرَادَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يَرُدَّ سُلَيْمَانَ إِلَى مُلْكِهِ ، أَلْقَى فِي قُلُوبِ النَّاسِ إِنْكَارًا لِمَا يَعْمَلُ الشَّيْطَانُ ، فَأَتَوْا نِسَاءَ سُلَيْمَانَ فَقَالُوا لَهُنَّ : أَنَكَرْتُنَّ مِنْ سُلَيْمَانَ شَيْئًا ؟ قُلْنَ : نَعَمْ ، قَالَ : فَعَرَفَ الشَّيْطَانُ أَنَّهُ قَدْ دَنَا هَلاكُهُ ، أَرْسَلَ الْخَاتَمَ وَأَلْقَاهُ فِي الْبَحْرِ ، فَتَلَقَّتْهُ سَمَكَةٌ فَأَخَذَتْهُ ، فَجَاءَ رَجُلٌ فَاشْتَرَى سَمَكًا ، وَكَانَ فِي السَّمَكِ الَّذِي اشْتَرَى تِلْكَ السَّمَكَةُ الَّتِي فِي بَطْنِهَا الْخَاتَمُ ، فَأَخَذَهَا سُلَيْمَانُ عَلَيْهِ السَّلامُ فَشَقَّ بَطْنَهَا ، فَإِذَا الْخَاتَمُ فِيهِ ، فَأَخَذَهُ فَلَبِسَهُ ، فَلَمَّا لَبِسَهُ دَانَتْ لَهُ الْجِنُّ وَالإِنْسُ وَالشَّيَاطِينُ ، وَحَيَّوْهُ بِالتَّحِيَّةِ الَّتِي كَانَ يُحَيَّا بِهَا قَبْلَ ذَلِكَ ، وَهَرَبَ ذَلِكَ الشَّيْطَانُ ، فَلَحِقَ بِجَزِيرَةٍ مِنْ جَزَائِرِ الْبَحْرِ " ، قَالَ أَبُو مُعَاوِيَةَ : ثُمَّ إِنَّ الْكَلْبِيَّ شَرَكَ الأَعْمَشَ مِنْ هَذَا الْمَكَانِ فِي الْحَدِيثِ قَالَ : فَأَرْسَلَ سُلَيْمَانُ عَلَيْهِ السَّلامُ فِي طَلَبِهِ ، فَلَمْ يَزَالُوا يَطْلُبُونَهُ ، وَكَانَ شَيْطَانًا مَرِيدًا ، فَوَجَدُوهُ ذَاتَ يَوْمٍ نَائِمًا ، فَبَنَوْا عَلَيْهِ بَيْتًا مِنْ رَصَاصٍ ، فَاسْتَيْقَظَ فَجَعَلَ يَثِبُ ، فَلا يَثِبُ فِي نَاحِيَةٍ مِنَ الْبَيْتِ إِلا انْمَاطَ مَعَهُ الرَّصَاصُ ، فَأَخَذُوهُ فَأَوْثَقُوهُ وَجَاءُوا بِهِ إِلَى سُلَيْمَانَ عَلَيْهِ السَّلامُ ، وَكَانَ اسْمُهُ صَخْرًا ، فَأَمَرَ سُلَيْمَانُ عَلَيْهِ السَّلامُ بِتَخْتٍ مِنْ رُخَّامٍ ، ثُمَّ أَمَرَ بِهِ فَنُقِرَ ، فَجَوَّفُوهُ ، ثُمَّ أَدْخَلَهُ فِيهِ ، وَسَدَّهُ بِالنُّحَاسِ ، ثُمَّ أَمَرَ بِهِ فَطُرِحَ فِي الْبَحْرِ . فَذَلِكَ قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ : وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمَانَ وَأَلْقَيْنَا عَلَى كُرْسِيِّهِ جَسَدًا سورة ص آية 34 ، يَعْنِي الشَّيْطَانَ الَّذِي كَانَ يُسَلَّطُ عَلَيْهِ . ثُمَّ أَنَابَ سورة ص آية 34 ، يَعْنِي سُلَيْمَانَ . فَقَالَ سُلَيْمَانُ عَلَيْهِ السَّلامُ حِينَ رَدَّ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مُلْكَهَ : وَهَبْ لِي مُلْكًا لا يَنْبَغِي لأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي سورة ص آية 35 يَقُولُ : لا تُسَلِّطْ عَلَيْهِ شَيْطَانًا مِثْلَ الَّذِي سَلَّطْتَ عَلَيَّ , فَلَمْ يَزَلِ النَّاسُ يُكَفِّرُونَ سُلَيْمَانَ ، حَتَّى بَعَثَ اللَّهُ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنْزَلَ عَلَيْهِ : وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ سورة البقرة آية 102 ، يَعْنِي الصُّحُفَ الَّتِي دَفَنُوهَا ، وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا سورة البقرة آية 102 ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عُذْرَهُ فِي هَذِهِ الآيَةِ .

الرواه :

الأسم الرتبة
ابْنِ عَبَّاسٍ

صحابي