اول قصة داود عليه السلام


تفسير

رقم الحديث : 201

حَدَّثَنَا شُرَيْحُ بْنُ يُونُسَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنِ السُّدِّيِّ ، قَالَ : " كَانَ دَاوُدُ فِي مِحْرَابِهِ يَوْمَ عِبَادَتِهِ ، فَجَاءَ طَائِرٌ رَأْسُهُ وَجَنَاحَاهُ مِنْ ذَهَبٍ ، حَتَّى وَقَعَ قَرِيبًا مِنْهُ ، فَذَهَبَ لِيَأْخُذَهُ ، فَتَنَقَّلَ فَوَقَعَ مَكَانًا آخَرَ ، ثُمَّ ذَهَبَ لِيَأْخُذَهُ ، فَتَنَقَّلَ فَوَقَعَ مَكَانًا آخَرَ ، فَذَهَبَ لِيَأْخُذَهُ ، فَطَارَ فَوَقَعَ عَلَى كَوَّةِ نَافِذَةٍ ، فَذَهَبَ لِيَأْخُذَهُ ، فَطَارَ ، فَأَشْرَفَ عَلَيْهِ السَّلامُ عَلَى الْمَرْأَةِ وَهِيَ تَغْتَسِلُ ، فَوَقَعَتْ فِي قَلْبِهِ . فَأَخْبَرَنِي بَعْضُ أَصْحَابِنَا أَنَّهَا حِينَ رَأَتْهُ تَخَلَّلَتْ بِشَعْرِهَا ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى حَدِيثِ السُّدِّيِّ ، قَالَ : فَكَتَبَ دَاوُدُ عَلَيْهِ السَّلامُ إِلَى صَاحِبِ جُنْدِهِ : أَنِ انْظُرْ أُورِيَا يَعْنِي زَوْجَ الْمَرْأَةِ ، فَابْعَثْهُ إِلَى فُلانٍ ، لا يَأْلُو أَشَدَّ الْعَدُوِّ نِكَايَةً ، لِيُعَرِّضَهُ لِلْقَتْلِ ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ : إِنَّهُ قَدْ فُتِحَ لَهُ ، ثُمَّ كَتَبَ إِلَيْهِ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلاثَةً : أَنِ ابْعَثْهُ إِلَى فُلانٍ . قَالَ : وَجَاءَ إِخْوَةُ الْجَارِيَةِ حَتَّى دَخَلُوا عَلَى دَاوُدَ فَقَالُوا : أَيُّهَا الْمَلِكُ ، إِنَّهُ كَانَ لَنَا عَيْنٌ لَمْ يَكُنْ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ عَيْنٌ أَحْسَنَ مِنْهَا ، فَجَاءَ رَجُلٌ فَكَفَلَهَا يَقُومُ عَلَيْهَا ، فَيَسْقِي بِمَائِهَا ، وَيُطْعِمُنَا مِنَ الْجُوعِ ، فَجَاءَ أَسَدٌ فَرَبَضَ عَلَى تِلْكَ الْعَيْنِ ، فَإِذَا جَاءَ رَجُلٌ لِيَسْتَقِيَ طَرَدَهُ ، فَقَدْ فَسَدَتِ الْعَيْنُ ، وَيَبِسَتِ الثِّمَارُ ، وَهَلَكْنَا جُوعًا ، فَظَنَّ دَاوُدُ أَنَّ هَذَا مَثَلٌ ضُرِبَ لَهُ ، فَقَالَ : سَأَطْرُدُ ذَلِكَ الأَسَدَ عَنْكُمْ ، فَكَتَبَ إِلَى صَاحِبِ جُنْدِهِ : أَنِ انْظُرْ أُورِيَا فَانْقِلْهُ ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ : أَنْ قَدْ أُصِيبَ ، قَالَ : فَبَيْنَا دَاوُدُ عَلَيْهِ السَّلامُ فِي مِحْرَابِهِ يَوْمَ عِبَادَتِهِ ، إِذْ جَاءَ الْمَلَكَانِ فَاسْتَأْذَنَا عَلَيْهِ ، فَقِيلَ لَهُمَا : قَدْ عَلِمْتُمَا أَنَّ هَذَا لَيْسَ بِيَوْمِ قَضَاءٍ ، إِنَّمَا هُوَ يَوْمُ عِبَادَةٍ . قَالَ : فَتَسَّوَّرَا عَلَيْهِ الْمِحْرَابَ ، قَالَ : فَفَزِعَ مِنْهُمَا دَاوُدُ ، فَقَالا : لا تَخَفْ خَصْمَانِ بَغَى بَعْضُنَا عَلَى بَعْضٍ فَاحْكُمْ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَلا تُشْطِطْ وَاهْدِنَا إِلَى سَوَاءِ الصِّرَاطِ { 22 } إِنَّ هَذَا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ فَقَالَ أَكْفِلْنِيهَا وَعَزَّنِي فِي الْخِطَابِ { 23 } قَالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَى نِعَاجِهِ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْخُلَطَاءِ سورة ص آية 22-24 ، قَالَ : السُّدِّيُّ : يَعْنِي الرِّعَاءَ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ إِلا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَا هُمْ سورة ص آية 24 ، إِنَّكَ لأَهْلٌ أَنْ تُكْسَرَ مِنْكَ هَذِهِ وَهَذِهِ ، وَأَوْمَأَ إِلَى جَبِينِهِ وَحَاجِبَيْهِ وَأَصْلِ . . . . فَقَالَ الْمَلَكَانِ : فَإِنَّكَ يَا دَاوُدُ أَهْلٌ أَنْ تُكْسَرَ مِنْكَ هَذِهِ وَهَذِهِ . قَالَ : وَظَنَّ سورة ص آية 24 ، يَعْنِي : فَعَلِمَ ، دَاوُدُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ سورة ص آية 24 . فَلَمْ يَزَلْ بَاكِيًا حَتَّى نَبَتَ مِنْ دُمُوعِهِ مِنَ الْبَقْلِ مَا وَرَاءَ أُذُنَيْهِ ، حَتَّى أَوْحَى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَيْهِ بِالْمَغْفِرَةِ ، فَقَالَ : يَا رَبِّ ، كَيْفَ أَصْنَعُ وَمِنْ عَدْلِكَ وَفَضْلِكَ أَنْ لا تَظْلِمَ أَحَدًا لأَحَدٍ ؟ إِذَا جَاءَ أُورِيَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَخَذَ بِتَلابِيبِي يَقُولُ : يَا رَبِّ ، سَلْ هَذَا فِيمَ فَعَلَ بِي مَا فَعَلَ ؟ فَأَوْحَى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَيْهِ : إِنَّ مِنْ عَدْلِي وَفَضْلِي أَنْ لا أَظْلِمَ أَحَدًا لأَحَدٍ ، وَلَكِنْ أُمَكِّنُهُ مِنْكَ ، ثُمَّ أَسْتَوهِبُكَ مِنْهُ ، وَأُثِيبُهُ مَا هُوَ أَفْضَلُ مِنْ ذَلِكَ " .

الرواه :

الأسم الرتبة