قَالَ : أَخْبَرَنِي أَبِي ، قَالَ : أَنْشَدَنِي أَبُو الْوَلِيدِ الْكِلابِيُّ : إِنِّي لَمُهْدٍ لِلنِّسَاءِ هَدِيَّةً سَيَرْضَى بِهَا أَعْيَانُهَا وَشُهُودُهَا إِذَا مَا لَقِيتُمْ ذَاتَ عَشْرٍ فَإِنَّهَا قَلِيلٌ إِذَا يَلْقَى الْخَرُودَ جُودُهَا تَمُدُّ إِلَيْهَا بِالنَّوَالِ فَتَبْتَلِي وَتَلْطِمُ خَدَّيْهَا إِذَا تَسْتَزِيدُهَا وَلَكِنْ بِنَفْسِي ذَاتُ عِشْرِينَ حِجَّةً فَتِلْكَ الَّتِي أَلْهُو بِهَا وَأُرِيدُهَا وَذَاتُ الثَّلاثِينَ الَّتِي لَيْسَ فَوْقَهَا هِيَ النَّعْتُ لَمْ تَكْبُرْ وَلَمْ يَعْسُ عُودُهَا وَصَاحِبُ ذَاتِ الأَرْبَعِينَ بِغِبْطَةٍ وَخَيْرُ النِّسَاءِ سَرْوُهَا وَحَدِيدُهَا وَصَاحِبَةُ الْخَمْسِينَ فِيهَا مَنَافِعُ وَنِعْمَ الْمَتَاعُ لِلْفَتَى يَسْتَفِيدُهَا وَصَاحِبَةُ السِّتِّينَ تَغْدُو قَوِيَّةً عَلَى الْمَالِ وَالإِسْلامِ صُلْبًا عَمُودُهَا إِذَا مَا لَقِيتُمْ بِنْتَ سَبْعِينَ حِجَّةً فَقُلْهَا وَهَبْهَا خَيْبَةً تَسْتَفِيدُهَا وَذَاتُ الثَّمَانِينَ الَّتِي قَدْ تَشَعْشَعَتْ مِنَ الْكِبَرِ الْعَاسِي وَمَاسَ وَرِيدُهَا وَصَاحِبَةُ التِّسْعِينَ فِيهَا أَذَلُّهُمْ وَتَحْسِبُ أَنَّ النَّاسَ طُرًّا عَبِيدُهَا وَإِنْ مِائَةٌ وَفَّتْ لأُخْرَى فَجِئْتَهَا تَجِدْ بَيْتَهَا رَثًّا قَصِيرًا عَمُودُهَا . العمر والشيب لابن أبي الدنيا " .