حَدَّثَنِي زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى ، عَنْ عَبْدِ السَّلامِ بْنِ مُطَهَّرٍ ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ سُلَيْمَانَ ، عَنْ عَبْدِ رَبِّهِ أَبِي كَعْبٍ الْجُرْمُوزِيِّ ، أَنَّ زِيَادًا لَمَّا قَدِمَ الْكُوفَةَ أَمِيرًا قَالَ : أَيُّ أَهْلِ الْكُوفَةِ أَعْبَدُ ؟ قِيلَ : فُلانٌ الْحِمْيَرِيُّ ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ ، فَإِذَا سَمْتٌ وَنَحْوٌ ، فَقَالَ زِيَادٌ : لَوْ مَالَ هَذَا مَالَ أَهْلُ الْكُوفَةِ مَعَهُ ، قَالَ : إِنِّي بَعَثْتُ إِلَيْكَ لِخَيْرٍ ، فَقَالَ : إِنِّي إِلَى الْخَيْرِ لَفَقِيرٌ ، قَالَ : بَعَثْتُ إِلَيْكَ لأُمَوِّلَكَ وَأُعْطِيَكَ عَلَى أَنْ تَلْزَمَ بَيْتَكَ فَلا تَخْرُجَ ، قَالَ : سُبْحَانَ اللَّهِ ! لَصَلاةٌ وَاحِدَةٌ فِي جَمَاعَةٍ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنَ الدُّنْيَا كُلِّهَا ، وَلَزِيَارَةُ أَخٍ وَعِيَادَتُهُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنَ الدُّنْيَا كُلِّهَا ، فَلَيْسَ إِلَى ذَا سَبِيلٌ ، قَالَ : فَاخْرُجْ فَصَلِّ فِي جَمَاعَةٍ ، وَزُرْ إِخْوَانَكَ ، وَعُدِ الْمَرَضَى ، وَالْزَمْ لِسَانَكَ ، قَالَ : سُبْحَانَ اللَّهِ ! أَرَى مَعْرُوفًا لا أَقُولُ فِيهِ ؟ أَرَى مُنْكَرًا لا أَنْهَى عَنْهُ ؟ فَوَاللَّهِ لَمَقَامٌ مِنْ ذَلِكَ وَاحِدٌ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنَ الدُّنْيَا كُلِّهَا ، قَالَ : يَا أَبَا فُلانٍ ، قَالَ جَعْفَرٌ : أَظُنُّ الرَّجُلَ أَبَا الْمُغِيرَةِ ، فَهُوَ السَّيْفُ ، قَالَ : السَّيْفُ ؟ قَالَ : السَّيْفُ ! قَالَ : فَأَمَرَ بِهِ ، فَضُرِبَتْ عُنُقُهُ ، فَقِيلَ لِزِيَادٍ وَهُوَ فِي الْمَوْتِ : أَبْشِرْ ، قَالَ : كَيْفَ وَأَبُو الْمُغِيرَةِ بِالطَّرِيقِ ؟ " .
الأسم | الشهرة | الرتبة |