حديث خرافة


تفسير

رقم الحديث : 29

حَدَّثَنِي دَاوُدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَزِيدَ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ للَّهِ النَّاجِيِّ ، قَالَ : دَخَلَ ابْنُ أَبِي لَيْلَى عَلَى أَبِي جَعْفَرٍ وَهُوَ قَاضٍ ، فَقَالَ لَهُ أَبُو جَعْفَرٍ : إِنَّ الْقَاضِيَ قَدْ تَرِدُ عَلَيْهِ مِنْ طَرَائِفِ النَّاسِ وَنَوَادِرِهِمْ أُمُورٌ ، فَإِنْ كَانَ وَرَدَ عَلَيْكَ شَيْءٌ فَحَدِّثْنِيهِ ؛ فَقَدْ طَالَ عَلَيَّ يَوْمِي ، فَقَالَ : وَاللَّهِ لَقَدْ وَرَدَ عَلَيَّ مُنْذُ ثَلاثٍ أَمْرٌ مَا وَرَدَ عَلَيَّ مِثْلُهُ : " أَتَتْنِي عَجُوزٌ تَكَادُ أَنْ تَنَالَ الأَرْضَ بِوَجْهِهَا ، وَتَسْقُطَ مِنِ انْحِنَائِهَا ، فَقَالَتْ : أَنَا بِاللَّهِ ، ثُمَّ بِالْقَاضِي أَنْ تَأْخُذَ لِي بِحَقِّي ، وَأَنْ تُعْلِينِي عَلَى خَصْمِي . قُلْتُ : وَمَنْ خَصْمُكِ ؟ قَالَتْ : بِنْتُ أَخٍ لِي ، فَدَعَوْتُ ، فَجَاءَتِ امْرَأَةٌ ضَخْمَةٌ مُمْتَلِئَةٌ ، فَجَلَسَتْ مُبْتَهِرَةً . فَقَالَتِ الْعَجُوزُ : أَصْلَحَ اللَّهُ الْقَاضِي ، إِنَّ هَذِهِ ابْنَةُ أَخِي ، أَوْصَى إِلَيَّ بِهَا أَبُوهَا ، فَرَبَّيْتُهَا فَأَحْسَنْتُ التَّأْدِيبَ ، ثُمَّ زَوَّجْتُهَا ابْنَ أَخٍ لِي ، ثُمَّ أَفْسَدَتْ عَلَيَّ بَعْدَ ذَلِكَ زَوْجِي ، قَالَ : فَقُلْتُ لَهَا : مَا تَقُولِينَ ؟ فَقَالَتْ : يَأْذَنُ لِيَ الْقَاضِي حَتَّى أُسْفِرَ ، فَأُخْبِرَهُ بِحُجَّتِي ؟ فَقَالَتْ : يَا عَدُوَّةَ اللَّهِ ، أَتُرِيدِينَ أَنْ تُسْفِرِي فَتَفْتِنِي الْقَاضِي بِجَمَالِكِ ؟ قَالَ : فَأَطْرَقْتُ خَوْفًا مِنْ مَقَالَتِهَا وَقُلْتُ : تَكَلَّمِي ، قَالَتْ : صَدَقَتْ ، أَصْلَحَ اللَّهُ الْقَاضِي ، هِيَ عَمَّتِي ، أَوْصَانِي إِلَيْهَا أَبِي ، فَرَبَّتْنِي وَزَوَّجَتْنِي ابْنَ عَمِّي وَأَنَا كَارِهَةٌ ، فَلَمْ أَزَلْ حَتَّى عَطَفَ اللَّهُ بَعْضَنَا عَلَى بَعْضٍ ، وَاغْتَبَطَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنَّا بِصَاحِبِهِ ، ثُمَّ نَشَأَتْ لَهَا بُنَيَّةٌ ، فَلَمَّا أَدْرَكَتْ حَسَدَتْنِي عَلَى زَوْجِي ، وَدَبَّتْ فِي فَسَادِ مَا بَيْنِي وَبَيْنَهُ ، وَحَسُنَتِ ابْنَتُهَا فِي عَيْنِهِ حَتَّى عَلِقَهَا وَخَطَبَهَا إِلَيْهَا ، فَقَالَتْ : لا وَاللَّهِ لا أُزَوِّجُكَ ابْنَتِي حَتَّى تَجْعَلَ أَمْرَ امْرَأَتِكَ فِي يَدِي ، فَفَعَلَ فَأَرْسَلَتْ إِلَيَّ : أَيْ بُنَيَّةُ ، إِنَّ زَوْجَكِ قَدْ خَطَبَ إِلَيَّ ابْنَتِي ، فَأَبَيْتُ أَنْ أُزَوِّجَهُ حَتَّى يَجْعَلَ أَمْرَكِ فِي يَدِي ، فَفَعَلَ ، فَقَدْ طَلَّقْتُكِ ثَلاثًا ، فَقُلْتُ : صَبْرًا لأَمْرِ اللَّهِ وَقَضَائِهِ ، فَمَا لَبِثَ أَنِ انْقَضَتْ عِدَّتِي ، فَبَعَثَ إِلَيَّ زَوْجُهَا : إِنِّي قَدْ عَلِمْتُ ظُلْمَ عَمَّتِكِ لَكِ ، وَقَدْ أَخْلَفَ اللَّهُ عَلَيْكِ زَوْجَهَا ، فَهَلْ لَكِ فِيهِ ؟ فَقُلْتُ : مَنْ هُوَ ؟ قَالَ : أَنَا ، وَأَقْبَلَ يَخْطُبُنِي ، فَقُلْتُ : لا وَاللَّهِ حَتَّى تَجْعَلَ أَمْرَ عَمَّتِي فِي يَدِي ، فَفَعَلَ ، فَأَرْسَلْتُ : إِنَّ زَوْجَكِ قَدْ خَطَبَنِي ، فَأَبَيْتُ عَلَيْهِ إِلا أَنْ يَجْعَلَ أَمْرَكِ فِي يَدِي ، فَفَعَلَ ، وَقَدْ طَلَّقْتُكِ ثَلاثًا ، فَلَمْ نَزَلْ جَمِيعًا حَتَّى تُوُفِّيَ رَحِمَهُ اللَّهُ ، ثُمَّ لَمْ أَلْبَثْ أَنْ عَطَفَ اللَّهُ عَلَيَّ قَلْبَ زَوْجِي الأَوَّلِ ، وَتَذَكَّرَ مَا كَانَ مِنْ مُوَافَقَتِي ، فَأَرْسَلَ إِلَيَّ : هَلْ لَكِ فِي الْمُرَاجَعَةِ ؟ قُلْتُ : قَدْ أَمْكَنَكَ ذَلِكَ ، قَالَتْ : فَخَطَبَنِي فَأَبَيْتُ إِلا أَنْ يَجْعَلَ أَمْرَ ابْنَتِهَا فِي يَدِي , فَفَعَلَ فَطَلَّقْتُهَا ثَلاثًا ، فَوَثَبَتِ الْعَجُوزُ فَقَالَتْ : أَصْلَحَ اللَّهُ الْقَاضِيَ ، فَعَلْتُ هَذَا مَرَّةً ، وَتَفْعَلُهُ مَرَّةً بَعْدَ مَرَّةٍ ، قَالَ : فَقُلْتُ : إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَمْ يُوَقِّتْ فِي هَذَا وَقْتًا . قَالَ : ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ لَيَنْصُرَنَّهُ اللَّهُ " .

الرواه :

الأسم الرتبة