حَدَّثَنَا حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي زُرْعَةَ ، ثنا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ ، أنا أَبُو بَكْرٍ الْهُذَلِيُّ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا تَمِيمَةَ الْهُجَيْمِيَّ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا مُوسَى الأَشْعَرِيَّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، عَلَى هَذَا الْمِنْبَرِ , فِي قَوْلِهِ : " لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ سورة يونس آية 26 , قَالَ : " الزِّيَادَةُ : النَّظَرُ إِلَى وَجْهِ رَبِّهِمْ عَزَّ وَجَلَّ " , وَقَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ فِي مَوْعِظَةٍ ذَكَرَ الْجَنَّةَ وَأَهْلَهَا : أَكْرِمْ بِأَبْلَجَ زَاهِره ظَفِرَ بِالْجَنَّةِ النَّاظِرَةِ وَصَارَ إِلَى زَوْجٍ دَرَجُ مَقَاصِدِ الآخِرَةِ وَاتَّكَا , ولَهَا ثَمَنًا فَأُعْطِيَ أَكْثَرَ مِنَ الآمَالِ , وَفَوْقَ الْمُنَى قَدْ تَهَدَّلَتْ فِي خِيَامِ اللُّؤْلُؤِ طرائِفِ أثِمَارِهَا , وَتسَلْسَلَتْ مُتَسَنِّمَةً عَلَيْهِ مِنَ الْغُرَفِ غُصُونَ أَشْجَارِهَا , وَتَزَيَّنَتْ فِي الْحِجَالِ الْعَدْنِيَّةِ قَوَاصِرُ أَبْكَارِهَا , وَتَمَسَّكَتْ مَعَ طِيبِ رَوَائِحِ النَّعِيمِ رِيَاضُ كُثْبَانِهَا , وَأَنَقَتْ قُصُورُ الْفِضَّةِ بِحُسْنِ جَمَالِ بُنْيَانِهَا , وَأَشْرَفَتْ مَنَازِلُهُ الْمَبْنِيَّةُ بِخَالِصِ عِقْيَانِهَا وَضَحِكَتْ سُبُحَاتُ وَجْهِهِ إِلَى نَضْرَةِ وُجُوهِ سَكَانِهَا , فَهُوَ الْمَلِكُ الْمَحْبُورُ , وَأَلَذُّ الْمَلاهِي لَذَّةُ الْحُبُورِ فِي رِيَاضٍ مِنَ الْفَرَادِيسِ , لا يَهْرَمُ شَبَابُهَا , وَلا تُغْلَقُ عَلَى أَهْلِ خَالصَّةِ اللَّهِ مِنَ الأَوْلِيَاءِ أَبْوَابُهَا , وَلا تَعْدُو الأَسْقَامُ عَلَى صِحَّتِهَا , وَلا تَطْرُقُ الآفَاتُ بِالْغِيَرِ كَيْفَ نِعْمَتُهَا ، قَدِ ارْتَفَعَ فِي فُسْحَةِ الْمُلْكِ الْمُقِيمِ ، وَتَبَوَّأَ خُلْدَ قَرَارِ دَارِ النَّعِيمِ ، وَهَلْ أَحْسَنُ مِنْ مُنَعَّمٍ قَدِ اتَّكَأَ فِي جَنَّةِ عَدْنٍ عَلَى أَسِرَّةِ عَرْضِهَا ، وَعَانَقَ مُفْتَرِجَةً كَلَّتْ لُغَاتُ الْمُرْتَجِلِينَ عَنْ حُسْنِ وَصفِهَا ، قَرِيرَ عَيْنٍ يَخُطُّرُ فِي حُلَلِهَا وَرِحَابِ قُصُورِهَا ، قَدْ أَمَدَّتْهُ كَرَامَةَ النَّظَرِ إِلَى وَجْهِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ دَائِمَةً سُرُورُهَا ، وَيِا للَّهِ قَدْ سُمِّيَ جِيرَانُ اللَّهِ فِي دَرَجَاتِ الْمُلْكِ , وَقَالُوا : الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ . مُسْتَرْغِدٌ رَغَدًا فِي نِعْمَةٍ ضَحِكَتْ إِلَيْهِ فِيهَا بِمَا قَدْ كَانَ يَهْوَاهُ عَلَيْهِ تَاجُ جَلالٍ فَوْقَ مَفْرِقِهِ مُنَعَّمٌ فِي جِنَانِ الْخُلْدِ مَثْوَاهُ لَهُ أَسَاوِرُ مِنْ دُرَّ معجَدَةٍ مُسْتَضْحِكَاتٌ بِهَا لِلْحُسْنِ كَفَّاهُ لِبَاسُهُ فِيهَا سُنْدُسُ نسَجَّه وَشُرْبُهُ الْخَمْرُ وَاللَّذَّاتُ سَرَّاهُ مُعَانِقٌ خِلَّةً فِي صَدْرِ خَيْمَتِهَا مَا إِنْ يَمَلُّ لَذَّ تَقْبِيلِهَا فَاهُ طُوبَى لَهُ ثُمَّ طُوبَى يَوْمَ حَلَّ بِهَا قَدْ أَذْكَرَتْ نَفْسُهُ مَا قَدْ تَمَنَّاهُ أَكْرِمْ بِهِ مَلِكًا فِي جَنَّةٍ بَهجَت بِالْمُلْكِ وَالْخُلْدِ فِيهَا جَارُهُ اللَّهُ " .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
أَبَا مُوسَى الأَشْعَرِيَّ | عبد الله بن قيس الأشعري / توفي في :50 | صحابي |
أَبَا تَمِيمَةَ الْهُجَيْمِيَّ | طريف بن مجالد السلي | ثقة |
النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ | النضر بن شميل المازني / ولد في :123 / توفي في :203 | ثقة ثبت |