حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ رَاشِدٍ أَبُو إِسْحَاقَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ مَرْوَانَ الضَّرِيرُ ، قَالَ : حَدَّثَنَا سَلامُ بْنُ سَلْمٍ ، عَنِ الأَجْلَحِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ عَدِيٍّ الْكِنْدِيِّ ، قَالَ : قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ : جَاءَ جِبْرِيلُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غَيْرِ حِينِهِ الَّذِي كَانَ يَأْتِيهُ ، فَقَامَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ : " يَا جِبْرِيلُ ، مَا لِي أَرَاكَ مُتَغَيِّرَ اللَّوْنِ " ؟ قَالَ : يَا مُحَمَّدُ ، مَا جِئْتُكَ حَتَّى أَمَرَ اللَّهُ بِمَنَافِخِ النَّارِ . فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " خَوِّفْنِي بِالنَّارِ وَانْعَتْ لِي جَهَنَّمَ " . قَالَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ : إِنَّ اللَّهَ أَمَرَ بِجَهَنَّمَ فَأُوقِدَ عَلَيْهَا أَلْفَ عَامٍ حَتَّى احْمَرَّتْ ، ثُمَّ أَمَرَ فَأُوقِدَ عَلَيْهَا أَلْفَ عَامٍ حَتَّى ابْيَضَّتْ ، ثُمَّ أمرَ فأُوقِدَ عَلَيْهَا أَلْفَ عَامٍ حَتَّى اسْوَدَّتْ ، فَهِيَ سَوْدَاءُ مُظْلِمَةٌ ، لا يُضِيءُ شَرَرُها وَلا يُطْفَأُ لَهَبُهَا . وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ لَوْ أَنَّ قَدْرَ ثُقْبِ إِبْرَةٍ فُتِحَ مِنْ جَهَنَّمَ إِلَى أَهْلِ الدُّنْيَا لَمَاتَ مَنْ فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا مِنْ حَرِّهَا . وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ لَوْ أَنَّ ثَوْبًا مِنْ ثِيَابِ أَهْلِ النَّارِ عُلِّقَ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ لَمَاتَ مَنْ فِي الأَرْضِ جَمِيعًا مِنْ حَرِّهِ . وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ لَوْ أَنَّ خَازِنًا مِنْ خَزَنَةِ جَهَنَّمَ بَرَزَ إِلَى أَهْلِ الدُّنْيَا حَتَّى يَنْظُرُوا إِلَيْهِ لَمَاتَ مَنْ فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا مِنْ قُبْحِ وَجْهِهِ وَتَشْوِيهِ خَلْقِهِ وَنَتْنِ رِيحِهِ . وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ لَوْ أَنَّ حَلْقَةً مِنْ سِلْسِلَةِ أَهْلِ النَّارِ الَّتِي نَعَتَ اللَّهُ فِي كِتَابِهِ وُضِعَتْ عَلَى جِبَالِ الدُّنْيَا لانْفضَّتْ وَلَمْ يَنْهَهَا شَيْءٌ حَتَّى تَنْتَهِيَ إِلَى الأَرْضِ السُّفْلَى . فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " حَسْبِي يَا جِبْرِيلُ لا يَنْصَدِعُ قَلْبِي فَأَمُوتَ " . قَالَ : وَنَظَرَ رَسُولُ اللَّهِ إِلَى جِبْرِيلَ وَهُوَ يَبْكِي ، فَقَالَ : " أَتَبْكِي يَا جِبْرِيلُ وَأَنْتَ مِنَ اللَّهِ بِالْمَكَانِ الَّذِي أَنْتَ مِنْهُ ؟ " قَالَ : وَمَا لِي لا أَبْكِي وَأَنَا أَحَقُّ بِالْبُكَاءِ ؟ مَا أَدْرِي ، لِعَلِّي أَكُونُ فِي عَلِمِ اللَّهِ عَلَى غَيْرِ الْحَالِ الَّتِي أَنَا عَلَيْهَا الْيَوْمَ ؟ وَمَا أَدْرِي ، لِعَلِّي أُبْتَلَى بِمِثْلِ مَا ابْتُلِيَ بِهِ إِبْلِيسُ وَقَدْ كَانَ مَعَ الْمَلائِكَةِ ؟ وَمَا أَدْرِي ، لِعَلِّي أُبْتَلَى بِمِثْلِ مَا ابْتُلِيَ بِهِ هَارُوتُ وَمَارُوتُ ؟ قَالَ : فَبَكَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَبكَى جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ . فَمَا زَالا يَبْكِيَانِ حَتَّى نُودِيَا : أَنْ يَا جِبْرِيلُ وَيَا مُحَمَّدُ ، إِنَّ اللَّهَ قَدْ آمَنَكُمَا أَنْ تَعْصِيَاهُ . قَالَ : فَارْتَفَعَ جِبْرِيلُ ، وَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَمَرَّ بِمَجْلِسٍ فِيهِ قَوْمٌ مِنَ الأَنْصَارِ يَتَحَدَّثُونَ وَيَضْحَكُونَ ، فَقَالَ : " أَتَضْحَكُونُ وَوَرَاءَكُمْ جَهَنَّمُ ؟ لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ لَضَحِكْتُمْ قَلِيلا وَلَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا ، وَمَا أَسَغْتُمُ الطَّعَامَ وَلا الشَّرَابَ ، وَلَبَرَزْتُمْ إِلَى الصُّعُدَاتِ تَجْأَرُونَ إِلَى اللَّهِ " . قَالَ : فَبَكَى الْقَوْمُ ، فَمَا زَالُوا يَبْكُونَ حَتَّى نُودِيَ : أَنْ يَا مُحَمَّدُ ، إِنَّ اللَّهَ بَعَثَكَ مُبَشِّرًا مُيَسِّرا فَلِمَ تُقَنِّطُ عِبَادِي ؟ فَبَشَّرَهُمْ بِالَّذِي نُودِيَ بِهِ ، فَسَكَنُوا " .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ | عمر بن الخطاب العدوي / توفي في :23 | صحابي |
عَدِيِّ بْنِ عَدِيٍّ الْكِنْدِيِّ | عدي بن عدي الكندي / توفي في :120 | ثقة |
الأَجْلَحِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ | أجلح بن عبد الله الكندي | مقبول |
سَلامُ بْنُ سَلْمٍ | سلام بن سليم التميمي | متروك الحديث |
الْحَكَمُ بْنُ مَرْوَانَ الضَّرِيرُ | الحكم بن مروان الضرير | صدوق حسن الحديث |
إِبْرَاهِيمُ بْنُ رَاشِدٍ أَبُو إِسْحَاقَ | إبراهيم بن راشد الأدمي | صدوق حسن الحديث |