أَخْبَرَنَا أَبُو مَعْشَرٍ الْمَدَنِيُّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ قَيْسٍ , قَالَ : جَاءَ رَجُلٌ إِلَى أَبِي الدَّرْدَاءِ ، وَهُوَ فِي الْمَوْتِ ، فَقَالَ : يَا أَبَا الدَّرْدَاءِ ! عِظْنِي بِشَيْءٍ لَعَلَّ اللَّهَ يَنْفَعُنِي بِهِ وَأَذْكُرُكَ , قَالَ : " إِنَّكَ فِي أُمَّةٍ مَرْحُومَةٍ ، أَقِمِ الصَّلاةَ الْمَكْتُوبَةَ ، وَآتِ الزَّكَاةَ الْمَفْرُوضَةَ ، وَصُمْ رَمَضَانَ ، وَاجْتَنِبِ الْكَبَائِرَ , أَوْ قَالَ : الْمَعَاصِيَ ، وَأَبْشِرْ " ، فَكَأَنَّ الرَّجُلَ لَمْ يَرْضَ بِمَا قَالَ ، حَتَّى رَجَعَ الْكَلامَ عَلَيْهِ ثَلاثَ مَرَّاتٍ ، فَغَضِبَ السَّائِلُ ، وَقَالَ : إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ سورة البقرة آية 159 ، ثُمَّ خَرَجَ الرَّجُلُ ، فَقَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ : " أَجْلِسُونِي " , فَأَجْلَسُوهُ , قَالَ : " رُدُّوا عَلَيَّ الرَّجُلَ " , فَقَالَ : " وَيْحَكَ كَيْفَ بِكَ لَوْ قَدْ حُفِرَ لَكَ أَرْبَعُ أَذْرُعٍ مِنَ الأَرْضِ ، ثُمَّ غرِقْتَ فِي ذَلِكَ الْجُرُفِ الَّذِي رَأَيْتَ ، ثُمَّ جَاءَكَ فِيهِ مَلَكَانِ أَسْوَدَانِ أَزْرَقَانِ مُنْكَرٌ وَنَكِيرٌ يَفْتِنَانِكَ وَيَسْأَلانِكَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟ فَإِنْ تُبْتَ فَنِعْمَ مَا أَنْتَ فِيهِ ، وَإِنْ كَانَ غَيْرُ ذَلِكَ فَقَدْ هَلَكْتَ ، ثُمَّ قُمْتَ عَلَى الأَرْضِ لَيْسَ لَكَ إِلا مَوْضِعُ قَدَمْيَكَ لَيْسَ ثَمَّ ظِلٌّ إِلا الْعَرْشَ ، فَإِنْ ظُلِّلْتَ فَنِعْمَ مَا أَنْتَ فِيهِ ، وَإِنْ أُضْحِيتَ فَقَدْ هَلَكْتَ ، ثُمَّ عُرِضَتْ جَهَنَّمُ ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّهَا لَتَمْلأُ مَا بَيْنَ الْخَافِقَيْنِ ، وَإِنَّ الْجِسْرَ لَعَلَيْهَا ، وَإِنَّ الْجَنَّةَ لَمِنْ وَرَائِهَا ، فَإِنْ نَجَوْتَ مِنْهُ ، فَنِعْمَ مَا أَنْتَ فِيهِ ، وَإِنْ وَقَعْتَ فِيهَا فَقَدْ هَلَكْتَ ، ثُمَّ حَلَفَ لَهُ بِاللَّهِ الَّذِي لا إِلَهَ إِلا هُوَ إِنَّ هَذَا لَحَقٌّ " .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
أَبِي الدَّرْدَاءِ | عويمر بن مالك الأنصاري / توفي في :32 | صحابي |