أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ الْمُخْتَارِ ، عَنِ الْحَسَنِ , قَالَ : " إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ قَدْ قَرَأَهُ عَبِيدٌ وَصِبْيَانٌ لا عِلْمَ لَهُمْ بِتَأْوِيلِهِ ، وَلَمْ يَتَأَوَّلُوا الأمْرَ مِنْ قِبَلِ أَوَّلِهِ ، وَقَالَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى : كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ سورة ص آية 29 ، وَمَا تَدَبَّرُوا آيَاتِهِ اتِّبَاعَهُ ، وَاللَّهُ بِعِلْمِهِ ، أَمَا وَاللَّهِ مَا هُوَ بِحِفْظِ حُرُوفِهِ وَإِضَاعَةِ حُدُودِهِ ، حَتَّى إِنَّ أَحَدَهُمْ , لَيَقُولُ : لَقَدْ قَرَأْتُ الْقُرْآنَ كُلَّهُ فَمَا أَسْقَطْتُ مِنْهُ حَرْفًا ، وَقَدْ وَاللَّهِ أَسْقَطَهُ كُلَّهُ ، مَا يُرَى لَهُ الْقُرْآنُ فِي حَلْقٍ ، وَلا عَمَلٍ ، حَتَّى إِنَّ أَحَدَهُمْ لَيَقُولُ : إِنِّي لأَقْرَأُ السُّورَةَ فِي نَفَسٍ ، وَاللَّهِ مَا هَؤُلاءِ بِالْقُرَّاءِ ، وَلا الْعُلَمَاءِ ، وَلا الْحُكَمَاءِ ، وَلا الْوَرَعَةِ ، مَتَى كَانَتِ الْقُرَّاءُ مِثْلَ هَذَا ؟ ! لا كَثَّرَ اللَّهُ فِي النَّاسِ مِثْلَ هَؤُلاءِ " .