َأَنْشَدَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ : " يَأْمُلُ الْمَرْءُ أَبْعَدَ الْآمَالِ وَهُوَ رَهْنٌ بِأَقْرَبِ الْآجَالِ لَوْ رَأَى الْمَرْءُ رَأْيَ عَيْنَيْهِ يَوْمًا كَيْفَ صَوْلُ الْآجَالِ بِالْآمَالِ لَتَنَاهَى وَقَصَّرَ الْخَطْوَ فِي اللَّهْوِ وَلَمْ يَغْتَرَّ بِدَارِ الزَّوَالِ نَحْنُ نَلْهُو وَنَحْنُ تُحْصَى عَلَيْنَا حَرَكَاتُ الْإِدْبَارِ وَالْإِقْبَالِ فَإِذَا السَّاعَةُ الْخَفِيَّةُ حُمَّتْ لَمْ يَكُنْ عَثْرُ عَاثِرٍ بِمُقَالِ نَحْنُ أَهْلُ الْيَقِينِ بِالْمَوْتِ وَالْبَعْثِ وَعَرْضِ الْأَقْوَالِ وَالْأَعْمَالِ ثُمّ لَا نَرْعَوِي وَقَدْ أَعْذَرَ اللَّهُ بِطُولِ الْبَقَا وَالْإِمْهَالِ أَيَّ شَيْءٍ تَرَكْتَ يَا عَارِفًا بِاللَّهِ لِلْمُمْتَرِينَ وَالْجُهَّالِ تَرْكَبُ الشَّيْءَ لَيْسَ فِيهِ سِوَى أَنَّكَ تَهْوَاهُ ، فِعْلَ أَهْلِ الضَّلَالِ أَنْتَ ضَيْفٌ ، وَكُلُّ ضَيْفٍ وَإِنْ طَالَتْ لَيَالِيهِ مُؤْذِنٌ بِارْتِحَالِ لَوْ تَزَوَّدْتَ مِنْ تُقَى اللَّهِ زَادًا وَتَجَنَّبْتَ بَاهِظَ الْأَثْقَالِ أَيُّهَا الْجَامِعُ الَّذِي لَيْسَ يَدْرِي كَيْفَ جَوْرُ الْأَهْلِينَ وَالْأَمْوَالِ يَسْتَوِي فِي الْحِسَابِ وَالْبَعْثِ وَالْمَوْقِفِ أَهْلُ الْإِكْثَارِ وَالْإِقْلَالِ ثُمَّ لَا يَقْتَسِمُونَ النَّارَ وَالْجَنَّةَ إِلَّا بِسَالِفِ الْأَعْمَالِ " .