حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمُقَدَّمِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنِي صَفْوَانُ بْنُ هُبَيْرَةَ ، قَالَ : قَدِمَ عَلَيْنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَيُّوبَ النُّمَيْرِيُّ وَالِيًا مِنْ قِبَلِ أَبِي جَعْفَرٍ ، فَاسْتَحْفَيْنَاهُ ، فَخَطَبَنَا يَوْمَ الْجُمُعَةِ ، فَقَالَ : " الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي عَلَا فِي سَمَائِهِ ، وَقَهَرَ فِي مُلْكِهِ ، وَعَدَلَ فِي حُكْمِهِ ، وَسُمِّيَ الْجَبَّارَ ، لِجَبَرُوتِهِ فَلَهُ الْأَسْمَاءُ وَالْأَمْثَالُ الْعُلَا ، يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى ، وَهُوَ بِالْمَنْظَرِ الْأَعْلَى أَحْمَدُهُ عَلَى تَوَالِي مِنَنِهِ ، وَتَظَاهُرِ نِعَمِهِ ، وَأَعُوذُ بِجَلَالِهِ وَ. . . مِنْ سَطَوَاتِهِ وَنِقَمِهِ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ، أَرْسَلَهُ بِوَحْيٍ مَنْظُومٍ ، وَأَمْرٍ مَعْلُومٍ ، وَخَتْمٍ مَعْزُومٍ ، فَنَطَقَ بِالصِّدْقِ ، وَدَعَا إِلَى الْحَقِّ ، وَكَانَ كَمَا قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : رَءُوفًا رَحِيمًا ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، أُوصِيكُمْ عِبَادَ اللَّهِ بِتَقْوَى اللَّهِ ، وَأُحَذِّرُكُمُ الدُّنْيَا ، فَلَقَدْ صَحِبَهَا أَقْوَامٌ ، فَوَاللَّهِ مَا بَقِيَتْ لَهُمْ ، وَلَا بَقُوا عَلَيْهَا بَلْ تَخَرَّمَتْهُمُ الْآجَالُ ، وَأَفْنَتْهُمُ الْمَنَايَا فَصَارَتْ مَنَازِلُهُمْ حُفَرًا ، وَصَارُوا لِلْقُبُورِ سُكَّانًا ، وَلِلْأَمْوَاتِ جِيرَانًا ، فَبَادِرُوا الْمَوْتَ قَبْلَ أَنْ يَحِلَّ مِنْكُمْ بِحَوَائِلِهِ ، وَيُمَكَّنُ مِنْكُمْ بِمَخَالِبِهِ فَيُطْفِئَ الْأَبْصَارَ نُورَهَا ، وَيَحْمِلَ الْأَجْسَادَ إِلَى قُبُورِهَا . . . كَفَنَهُ ، وَيُفَرَّقُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ سَكَنِهِ ، وَيُلْحَقُ بِسَيِّئِهِ وَحَسَنِهِ ، وَيَقِلُّ الرَّدَّ عَنْهُ الْبَوَاكِي ، وَتُوَلَّى عَنْهُ الْأَكُفُّ الْحَوَانِي ، وَيَصِيرُ بِمَنْزِلَةِ الْغَرِيبِ الثَّاوِي وَلَا يُمَدُّ لَهُ فِي الْأَجَلِ ، وَلَا يُعَدَّدُ بِالْعِلَلِ ، وَلَا يُؤَخَّرُ لِلْعَمَلِ ، وَقَبْلَ الْيَوْمِ الْعَسِيرِ ، وَالشَّرِّ الْمُسْتَطِيرِ " .
الأسم | الشهرة | الرتبة |