حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ ، قَالَ : حَدَّثَنِي بَكْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا السَّكَنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، عَنْ حَوْشَبٍ ، عَنْ أَبِي الْمُتَوَكِّلِ النَّاجِيِّ ، قَالَ : قَالَ لِي سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ قَيْسٍ : " يَا أَبَا الْمُتَوَكِّلِ " ، قُلْتُ : لَبَّيْكَ ، قَالَ : " عَلَيْكَ بِمَا يُرَغِّبُكَ فِي الْآخِرَةِ ، وَيُزَهِّدُكَ فِي الدُّنْيَا ، وَيُقَرِّبُكَ إِلَى اللَّهِ " . قُلْتُ : وَمَا هُوَ يَا عَبْدَ اللَّهِ ؟ ، قَالَ : " تَقْصُرُ عَنِ الدُّنْيَا هِمَّتُكَ ، وَتَسْمُو إِلَى الْآخِرَةِ بِنِيَّتِكَ ، وَتُصَدِّقُ ذَلِكَ بِفِعْلِكَ " . قُلْتُ : فَكَيْفَ لِي مَا أَسْتَعِينُ بِهِ عَلَى ذَلِكَ ؟ ، قَالَ : " تُقْصِرُ أَمَلَكَ فِي الدُّنْيَا ، وَتُكْثِرُ رَغْبَتَكَ فِي الْآخِرَةِ ، حَتَّى تَكُونَ بِالدُّنْيَا بَرِمًا ، وَبِالْآخِرَةِ كَرِثًا . فَإِذَا كُنْتَ كَذَلِكَ لَمْ يَكُنْ شَيْءٌ أَحَبَّ إِلَيْكَ وُرُودًا مِنَ الْمَوْتِ ، وَلَا شَيْءٌ أَبْغَضَ إِلَيْكَ مِنَ الْحَيَاةِ " ، قَالَ : قُلْتُ : أَيَا عَبْدَ اللَّهِ ، مَا كُنْتُ أَحْسَبُكَ تُحْسِنُ مِثْلَ هَذَا ! ، قَالَ : " كَمْ مِنْ شَيْءٍ أُحْسِنُهُ وَدِدْتُ أَنِّي لَا أُحْسِنُهُ ، وَكَمْ مِنْ شَيْءٍ لَا أُحْسِنُهُ وَدِدْتُ أَنِّي أُحْسِنُهُ ، وَمَا يُغْنِي مَا أُحْسِنُ مِنَ الْخَيْرِ إِذَا كُنْتُ لَا أَعْمَلُ بِهِ ، وَاللَّهِ لَوْ جَاءَنِي النَّذِيرُ مِنْ رَبِّي عِنْدَ الْمَوْتِ ، فَأَخْبَرَنِي أَنِّي مِنْ أَهْلِ النَّارِ ، وَأَنَّهُ لَمْ يَبْقَ مِنْ أَجَلِي إِلَّا سَاعَةٌ مِنْ نَهَارٍ ، مَا . . نَفْسِي عَنْ نَفْسِي بِهَلَاكِهَا ، وَلَا اجْتَهَدَتْ نَفْسِي فِيمَا بَقِيَ مِنْ عُمْرِهَا لِتَكُونَ أَعْذَرَ لَهَا عِنْدِي إِذَا نَزَلَ الْمَوْتُ " .
الأسم | الشهرة | الرتبة |