فنهى ان يسافر الرجل وحده


تفسير

رقم الحديث : 32

حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْمَرْوَزِيُّ حَمْزَةُ بْنُ الْعَبَّاسِ قَالَ : أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ قَالا : أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ رَزِينٍ الْبَصْرِيِّ ، قَالَ : حَدَّثَنِي عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ الْحَارِثِ الْحَضْرَمِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنِي أَبُو إِدْرِيسَ الْمَدِينِيُّ ، قَالَ : " قَدِمَ عَلَيْنَا رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ يُقَالُ لَهُ : زِيَادٌ ، فَغَزَوْنَا سِقِلِّيَّةَ مِنْ أَرْضِ الرُّومِ ، قَالَ : فَحَاصَرْنَا مَدِينَةً ، وَكُنَّا ثَلاثَةً مُتَرَافِقِينَ ، أَنَا وَزِيَادٌ وَرَجُلٌ آخَرُ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ ، قَالَ : فَإِنَّا لَمُحَاصِرُوهَا يَوْمًا ، وَقَدْ وَجَّهْنَا أَحَدَنَا لِيَأْتِيَنَا بِطَعَامٍ إِذْ َقْبَلَتْ مَنْجَنِيقَةٌ فَوَقَعَتْ قَرِيبًا مِنْ زِيَادٍ ، فَوَقَعَتْ مِنْهُ شَظِيَّةٌ فَأَصَابَتْ رُكْبَةَ زِيَادٍ ، فَأُغْمِيَ عَلَيْهِ ، فَاجْتَرَرْتُهُ ، وَأَقْبَلَ صَاحِبِي ، فَنَادَيْتُهُ فَجَاءَنِي ، فَمَرَرْنَا بِهِ حَيْثُ لا يَنَالُهُ النَّبْلُ وَلا الْمَنْجَنِيقُ ، فَمَكَثْنَا طَوِيلا مِنْ صَدْرِ نَهَارِنَا لا يَتَحَرَّكُ مِنْهُ شَيْءٌ ، ثُمَّ إِنَّهُ افْتَرَّ ضَاحِكًا حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ ، ثُمَّ خَمَدَ ، ثُمَّ بَكَى حَتَّى سَالَتْ دُمُوعُهُ ، ثُمَّ خَمَدَ ، ثُمَّ ضَحِكَ مَرَّةً أُخْرَى ، ثُمَّ بَكَى مَرَّةً أُخْرَى ، ثُمَّ خَمَدَ سَاعَةً ، ثُمَّ أَفَاقَ فَاسْتَوَى جَالِسًا ، فَقَالَ : مَا لِي هَاهُنَا ؟ قُلْنَا لَهُ : أَمَا عَلِمْتَ مَا أَمْرُكَ ؟ قَالَ : لا ، قُلْنَا : أَمَا تَذْكُرُ الْمَنْجَنِيقَ الَّذِي وَقَعَ إِلَى جَنْبِكَ ؟ قَالَ : بَلَى ، قُلْنَا : فَإِنَّهُ أَصَابَكَ مِنْهُ شَيْءٌ فَأُغْمِيَ عَلَيْكَ فَرَأَيْنَاكَ صَنَعْتَ كَذَا وَكَذَا ، قَالَ : نَعَمْ ، أُخْبِرُكُمْ أَنَّهُ أُفْضِيَ بِي إِلَى غُرْفَةٍ مِنْ يَاقُوتَةٍ أَوْ زَبَرْجَدَةٍ ، فَأُفْضِيَ بِي إِلَى فُرُشٍ مَوْضُونَةٍ ، بَعْضُهَا إِلَى بَعْضٍ ، بَيْنَ يَدَيْ ذَلِكَ سِمَاطَانِ مِنْ نَمَارِقَ ، فَلَمَّا اسْتَوَيْتُ قَاعِدًا عَلَى الْفُرُشِ سَمِعْتُ صَلْصَلَةَ حُلِيٍّ عَنْ يَمِينِي ، فَخَرَجَتِ امْرَأَةٌ لا أَدْرِي أَهِيَ أَحْسَنُ أَمْ ثِيَابُهَا أَمْ حُلِيُّهَا ؟ فَأَخَذْتُ إِلَى طَرَفِ السِّمَاطِ ، فَلَمَّا اسْتَقْبَلَتْنِي رَحَّبَتُ وَسَهَّلَتُ ، فَقَالَتْ : مَرْحَبًا بِالْجَافِي الَّذِي لَمْ يَكُنْ يَسْأَلُنَا اللَّهَ وَلَسْنَا كَفُلانَةٍ امْرَأَتِهِ فَلَمَّا ذَكَّرْتُهَا بِمَا ذَكَّرْتُهَا ضَحِكْتُ وَأَقْبَلَتْ حَتَّى جَلَسَتْ ، عَنْ يَمِينِي ، فَقُلْتُ : مَنْ أَنْتِ ؟ قَالَتْ : أَنَا خُودُ زَوْجَتُكَ ، فَلَمَّا مَدَدْتُ يَدِي ، قَالَتْ : عَلَى رِسْلِكَ ، إِنَّكَ سَتَأْتِينَا عِنْدَ الظُّهْرِ ، فَبَكَيْتُ حِينَ فَرَغَتْ مِنْ كَلامِهَا ، فَسَمِعْتُ صَلْصَلَةً ، عَنْ يَسَارِي فَإِذَا أَنَا بِامْرَأَةٍ مِثْلِهَا ، فَوَصَفَ نَحْوَ ذَلِكَ ، فَصَنَعَتْ كَمَا صَنَعَتْ صَاحِبَتُهَا ، فَضَحِكْتُ حِينَ ذَكَرْتُ الْمَرْأَةَ ، وَقَعَدَتْ عَنْ يَسَارِي ، فَمَدَدْتُ يَدِي فَقَالَتْ : عَلَى رِسْلِكَ إِنَّكَ سَتَأْتِينَا عِنْدَ الظُّهْرِ ، فَبَكَيْتُ ، قَالَ : وَكَانَ قَاعِدًا مَعَنَا يُحَدِّثُنَا ، فَلَمَّا أَذَّنَ الْمُؤَذِّنُ مَالَ فَمَاتَ ، قَالَ عَبْدُ الْكَرِيمِ : كَانَ رَجُلٌ يُحَدِّثُنَا بِهِ عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الْمَدِينِيِّ ، ثُمَّ قَدِمَ فَقَالَ لِيَ الرَّجُلُ : هَلْ لَكَ فِي أَبِي إِدْرِيسَ تَسْمَعُهُ مِنْهُ ؟ فَأَتَيْتُهُ ، فَسَمِعْتُهُ مِنْهُ " .

الرواه :

الأسم الرتبة

Whoops, looks like something went wrong.