حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ ، قَالَ : حَدَّثَنِي شُعَيْبُ بْنُ مُحْرِزٍ الأَزْدِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا شَيْبَانُ بْنُ حَسَنٍ ، قَالَ : " خَرَجَ أَبِي وَعَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زَيْدٍ يُرِيدَانِ الْغَزْوَ ، فَهَجَمُوا عَلَى رَكِيَّةٍ وَاسِعَةٍ عَمِيقَةٍ ، فَأَدْلُوا حِبَالَهُمْ بِقِدْرٍ فَإِذَا الْقِدْرُ قَدْ وَقَعَتْ فِي الرَّكِيَّةِ ، قَالَ : فَقَرَنُوا حِبَالَهُمْ وَحِبَالِ الرُّفْقَةِ بَعْضَهَا إِلَى بَعْضٍ ، ثُمَّ دَخَلَ أَحَدُهُمَا إِلَى الرَّكِيَِّ ، فَلَمَّا صَارَ فِي بَعْضِهِ إِذَا هُوَ بِهَمْهَمَةٍ فِي الرَّكِيِّ ، فَرَجَعَ فَصَعِدَ ، فَقَالَ : أَتَسْمَعُ مَا أَسْمَعُ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، فَنَاوَلَنِي الْعَمُودَ ، قَالَ : فَأَخَذَ الْعَمُودَ ثُمَّ دَخَلَ الرَّكِيَّةَ فَإِذَا هُوَ بِالْهَمْهَمَةِ وَالْكَلامِ يَقْرُبُ مِنْهُ ، فَإِذَا هُوَ بِرَجُلٍ عَلَى أَلْوَاحٍ جَالِسٍ وَتَحْتَهُ الْمَاءُ ، فَقَالَ : أَجِنِّيٌّ أَمْ إِنْسِيٌّ ؟ قَالَ : بَلْ إِنْسِيٌّ ، قَالَ : مَا أَنْتَ ؟ فَقَالَ : أَنَا رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ أَنْطَاكْيَةَ ، وَإِنِّي مِتُّ فَحَبَسَنِي رَبِّي هَا هُنَا بِدَيْنٍ عَلَيَّ ، وَإِنَّ وَلَدِي بِأَنْطَاكْيَةَ مَا يَذْكُرُونِي وَلا يَقْضُونَ عَنِّي ، فَخَرَجَ الَّذِي كَانَ فِي الرَّكِيَّةِ ، فَقَالَ لأَصْحَابِهِ : غَزْوَةٌ بَعْدَ غَزْوَةٍ ، فَدَعْ أَصْحَابَنَا يَذْهَبُونَ ، فَتَكَارُوا إِلَى أَنْطَاكْيَةَ فَسَأَلُوا عَنِ الرَّجُلِ وَعَنْ بَنِيهِ ، فَقَالُوا : نَعَمْ وَاللَّهِ إِنَّهُ لأَبُونَا وَقَدْ بِعْنَا ضَيْعَةً لَنَا فَامْشُوا مَعَنَا حَتَّى نَقْضِيَ عَنْهُ دَيْنَهُ ، قَالَ : فَذَهَبُوا مَعَهُمْ حَتَّى قَضَوْا ذَلِكَ الدَّيْنَ ، قَالَ : ثُمَّ رَجَعْنَا مِنْ أَنْطَاكْيَةَ حَتَّى أَتَوْا مَوْضِعَ الرَّكِيَّةِ وَلا يَشْكُونَ أَنَّهَا ثَمَّ فَلَمْ تَكُنْ رَكِيَّةٌ وَلا شَيْءٌ ! فَأَمْسُوا فَبَاتُوا هُنَاكَ فَإِذَا الرَّجُلُ قَدْ أَتَاهُمْ فِي مَنَامِهِمْ ، فَقَالَ لَهُمْ : جَزَاكُمُ اللَّهُ خَيْرًا ، فَإِنَّ رَبِّي قَدْ حَوَّلَنِي إِلَى مَوْضِعِ كَذَا وَكَذَا مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ قُضِيَ عَنِّي دَيْنِي " .
الأسم | الشهرة | الرتبة |