حَدَّثَنِي أَبُو سُلَيْمَانَ دَاوُدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْجُرْجَانِيُّ ، مَوْلَى قُرَيْشٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ عَمْرٍو ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ سَعِيدٍ الْقُرَشِيِّ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الشَّامِيِّ ، قَالَ : " غَزَوْنَا الرُّومَ فَعَسْكَرْنَا ، فَخَرَجَ مِنَّا نَاسٌ يَطْلُبُونَ أَثَرَ الْعَدُوِّ ، وَانْفَرَدَ مِنْهُمْ رَجُلانِ ، قَالا : فَبَيْنَا نَحْنُ كَذَلِكَ إِذْ لَقِيَنَا شَيْخٌ مِنَ الرُّومِ ، يَسُوقُ حِمَارًا لَهُ ، عَلَيْهِ إِكَافٌ وَبَرْذَعَةٌ وَخُرْجٌ ، فَلَمَّا نَظَرَ إِلَيْنَا اخْتَرَطَ سَيْفَهُ ، ثُمَّ هَزَّهُ فَضَرَبَ حِمَارَهُ ، فَقَدَّ الْخُرْجَ وَالإِكَافَ وَالْبَرْذَعَةَ وَالْحِمَارَ ، حَتَّى وَصَلَ إِلَى الأَرْضِ ، ثُمَّ نَظَرَ إِلَيْنَا : قَدْ رَأَيْتُمْ مَا صَنَعْتُ ؟ قُلْنَا : نَعَمْ ، قَالَ : فَابْرِزُوا ، قَالَ : فَحَمَلْنَا عَلَيْهِ ، فَاقْتَتَلْنَا سَاعَةً ، فَقُتِلَ مِنَّا رَجُلٌ ، ثُمَّ قَالَ لِلْبَاقِي مِنَّا : هَا قَدْ رَأَيْتَ مَا لَقِيَ صَاحِبُكَ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، فَرَجَعَ يُرِيدُ أَصْحَابَهُ ، قَالَ : فَبَيْنَا أَنَا رَاجِعٌ ، إِذْ قُلْتُ لِنَفْسِي : ثَكِلَتْنِي أُمِّي سَبَقَنِي صَاحِبِي إِلَى الْجَنَّةِ وَأَرْجِعُ أَنَا هَارِبًا إِلَى أَصْحَابِي ، قَالَ : فَرَجَعْتُ إِلَيْهِ فنزلت عَنْ فَرَسِي ، وَأَخَذْتُ تِرْسِي وَسَيْفِي ، فَمَشَيْتُ إِلَيْهِ فَضَرَبْتُهُ فَأَخْطَأْتُهُ ، وَضَرَبَنِي فَأَخْطَأَنِي ، فَأَلْقَيْتُ سِلاحِي وَاعْتَنَقْتُهُ ، فَحَمَلَنِي وَضَرَبَ بِيَ الأَرْضَ ، وَجَلَسَ عَلَى صَدْرِي ، فَجَعَلَ يَتَنَاوَلُ شَيْئًا مَعَهُ لِيَقْتُلَنِي ، فَجَاءَ صَاحِبِيَ الْمَقْتُولُ فَأَخَذَ بِشَعْرِ قَفَاهُ فَأَلْقَاهُ عَنِّي وَأَعَانَنِي عَلَى قَتْلِهِ ، فَقَتَلْنَاهُ جَمِيعًا ، ثُمَّ أَخَذْنَا سَلَبَهُ ، وَجَعَلَ صَاحِبِي يَمْشِي وَيُحَدِّثُنِي حَتَّى انْتَهَى إِلَى شَجَرَةٍ ، فَاضْطَجَعَ مَقْتُولا كَمَا كَانَ ، فَجِئْتُ إِلَى أَصْحَابِي ، فَأَخْبَرْتُهُمْ ، فَجَاءُوا كُلُّهُمْ حَتَّى نَظَرُوا إِلَيْهِ فِي ذَلِكَ الْمَوْضِعِ " .
الأسم | الشهرة | الرتبة |