حَدَّثَنِي أَبُو يَعْقُوبَ التَّمِيمِيُّ يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ قَالَ : حَدَّثَنَا ابْنُ أَخِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ ، وَابْنُ أَبِي نَاجِيَةَ ، جَمِيعًا قَالا : حَدَّثَنَا زِيَادُ بْنُ يُونُسَ الْحَضْرَمِيُّ ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ قُدَامَةَ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْيَمَانِيِّ ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ قَوْمِهِ يُقَالُ لَهُ : عَبْدُ اللَّهِ " أَنَّهُ وَنَفَرٌ مِنْ قَوْمِهِ رَكِبُوا الْبَحْرَ ، وَأَنَّ الْبَحْرَ أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ أَيَّامًا ، ثُمَّ انْجَلَتْ عَنْهُمْ تِلْكَ الظُّلْمَةُ وَهُمْ قُرْبَ قَرْيَةٍ ، قَالَ عَبْدُ اللَّهِ : فَخَرَجْتُ أَلْتَمِسُ الْمَاءَ فَإِذَا الأَبْوَابُ مُغْلَقَةٌ تُجَأْجَأُ فِيهَا الرِّيحُ ، فَهَتَفْتُ فِيهَا فَلَمْ يُجِبْنِي أَحَدٌ ، فَبَيْنَا أَنَا عَلَى ذَلِكَ إِذْ طَلَعَ عَلَيَّ فَارِسَانِ تَحْتَ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا قَطِيفَةٌ بَيْضَاءُ ، فَسَأَلانِي عَنْ أَمْرِيِ فَأَخْبَرْتُهُمَا الَّذِي أَصَابَنَا فِي الْبَحْرِ وَأَنِّي خَرَجْتُ أَطْلُبُ الْمَاءَ ، فَقَالا لِي : يَا عَبْدَ اللَّهِ اسْلُكْ فِي هَذِهِ السِّكَّةِ فَإِنَّهَا سَتَنْتَهِي بِكَ إِلَى بِرْكَةٍ فِيهَا مَاءٌ فَاسْتَقِ مِنْهَا وَلا يَهُولَنَّكَ مَا تَرَى فِيهَا ، قَالَ : فَسَأَلْتُهُمَا عَنْ تِلْكَ الْبُيُوتِ الْمُغْلَقَةِ الَّتِي تُجَأْجَأُ فِيهَا الرِّيحُ ، فَقَالا : هَذِهِ بُيُوتٌ فِيهَا أَرْوَاحُ الْمَوْتَى ، قَالَ فَخَرَجْتُ حَتَّى انْتَهَيْتُ إِلَى الْبِرْكَةِ ، فَإِذَا فِيهَا رَجُلٌ مُعَلَّقٌ مُصَوِّبُ عَلَيَّ رَأْسَهُ يُرِيدُ أَنْ يَتَنَاوَلَ الْمَاءَ بِيَدِهِ وَهُوَ لا يَنَالُهُ ، فَلَمَّا رَآنِي هَتَفَ بِي ، وَقَالَ : يَا عَبْدَ اللَّهِ اسْقِنِي ، قَالَ : فَغَرَفْتُ بِالْقَدَحِ لأُنَاوِلَهُ إِيَّاهُ فَقُبِضَتْ يَدِي ، فَقَالَ لِي : بُلَّ الْعِمَامَةَ ثُمَّ ارْمِ بِهَا إِلَيَّ ، فَبَلَلْتُ الْعِمَامَةَ لأَرْمِيَ بِهَا إِلَيْهِ فَقُبِضَتْ يَدِي ، فَقُلْتُ يَا عَبْدَ اللَّهِ : قَدْ رَأَيْتَ مَا صَنَعْتُ ، غَرَفْتُ بِالْقَدَحِ لأُنَاوِلَكَ فَقُبِضَتْ يَدِي ، وَبَلَلْتُ الْعِمَامَةَ لأَرْمِيَ بِهَا إِلَيْكَ فَقُبِضَتْ يَدِي ، فَأَخْبِرْنِي مَا أَنْتَ ؟ قَالَ : أَنَا ابْنُ آدَمَ ، أَنَا أَوَّلُ مَنْ سَفَكَ دَمًا فِي الأَرْضِ " .
الأسم | الشهرة | الرتبة |