حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ كُلْثُومٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : " كَانَتْ مَدِينَتَانِ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ إِحْدَاهُمَا حَصِينَةٌ وَلَهَا أَبْوَابٌ ، وَالأُخْرَى خَرِبَةٌ فَكَانَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ الْحَصِينَةِ إِذَا أَمْسَوْا أَغْلَقُوا أَبْوَابَهَا وَإِذَا أَصْبَحُوا قَامُوا عَلَى سُورِ الْمَدِينَةِ فَنَظَرُوا ، هَلْ حَدَثَ فِيمَا حَوْلَهُ حَدَثٌ ؟ فَأَصْبَحُوا يَوْمًا فَإِذَا شَيْخٌ قَتِيلٌ مَطْرُوحٌ بِأَصْلِ مَدِينَتِهِمْ ، فَأَقْبَلَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ الْخَرِبَةِ ، فَقَالُوا : أَقَتَلْتُمْ صَاحِبَنَا ؟ وَابْنُ أَخٍ لَهُ شَابٌّ يَبْكِي عِنْدَهُ ، وَيَقُولُ : قَتَلْتُمْ عَمِّي قَالُوا : وَاللَّهِ مَا فَتَحْنَا مَدِينَتَنَا مُنْذُ أَغْلَقْنَاهَا وَمَا نُدِينَا مِنْ دَمِ صَاحِبِكُمْ هَذَا بِشَيْءٍ فَأَتَوْا مُوسَى عَلَيْهِ السَّلامُ فَأَوْحَى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَى مُوسَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ { 67 } قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لنَا مَا هِيَ سورة البقرة آية 67-68 حَتَّى بَلَغَ فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُوا يَفْعَلُونَ سورة البقرة آية 71 َ ، قَالَ : وَكَانَ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ غُلامٌ شَابٌّ يَبِيعُ فِي حَانُوتٍ لَهُ ، وَكَانَ لَهُ أَبٌ شَيْخٌ كَبِيرٌ ، فَأَقْبَلَ رَجُلٌ مِنْ بَلَدٍ آخَرٍ يَطْلُبُ سِلْعَةً لَهُ عِنْدَهُ فَأَعْطَاهُ بِهَا ثَمَنًا فَانْطَلَقَ مَعَهُ لِيَفْتَحَ حَانُوتَهُ فَيُعْطِيَهُ الَّذِي طَلَبَ وَالْمُفْتَاحُ مَعَ أَبِيهِ فَإِذَا أَبُوهُ نَائِمٌ فِي ظِلِّ الْحَانُوتِ ، فَقَالَ : أَيْقِظْهُ فَقَالَ : وَاللَّهِ إِنَّ أَبِي لَنَائِمٌ كَمَا تَرَى وَإِنِّي أَكْرَهُ أَنْ أُرَوِّعَهُ مِنْ نَوْمِهِ فَانْصَرَفَا ، إِلَى الشَّيْخِ وَهُوَ يَغِطُّ نَوْمًا قَالَ : أَيْقِظْهُ قَالَ : وَاللَّهِ إِنِّي لأَكْرَهُ أَنْ أُرَوِّعَهُ مِنْ نَوْمَتِهِ فَانْصَرَفَا ، فَأَعْطَاهُ ضِعْفَ مَا أَعْطَاهُ فَعَطَفَ عَلَى أَبِيهِ فَإِذَا هُوَ أَشَدُّ مَا كَانَ نَوْمًا ، فَقَالَ : أَيْقِظْهُ ، قَالَ : لا وَاللَّهِ لا أُوقِظُهُ أَبَدًا وَلا أُرَوِّعُهُ مِنْ نَوْمِهِ ، قَالَ : فَلَمَّا انْصَرَفَا وَذَهَبَ طَالِبُ السِّلْعَةِ اسْتَيْقَظَ الشَّيْخُ فَقَالَ لَهُ ابْنُهُ : يَا أَبَتَاهُ وَاللَّهِ لَقَدْ جَاءَ هَاهُنَا رَجُلٌ يَطْلُبُ سِلْعَةَ كَذَا وَكَذَا فَكَرِهْتُ أَنْ أُرَوِّعَكَ مِنْ نَوْمِكِ ، فَلامَهُ الشَّيْخُ ، فَعَوَّضَهُ اللَّهُ مِنْ بِرِّهِ لِوَالِدِهِ أَنْ نَتَجَتْ بَقَرَةٌ مِنْ بَقَرَهِ ، تِلْكَ الْبَقَرَةُ الَّتِي يَطْلُبُهَا بَنُو إِسْرَائِيلَ ، فَأَتَوْهُ فَقَالُوا : بِعْنَاهَا ، فَقَالَ : لا أُبِيعُكُمُوهَا ، قَالُوا : إِذَنْ نَأْخُذُهَا مِنْكَ ، قَالَ : إِنْ غَصَبْتُمُونِي سِلْعَتِي فَأَنْتُمْ أَعْلَمُ ، فَأَتَوْا مُوسَى عَلَيْهِ السَّلامُ ، فَقَالَ : اذْهَبُوا فَأَرْضُوهُ مِنْ سِلْعَتِهِ ، فَقَالُوا : حُكْمُكَ ؟ قَالَ : حُكْمِي أَنْ تَضَعُوا الْبَقَرَةَ فِي كِفَّةِ الْمِيزَانِ ، وَتَضَعُوا ذَهَبًا صَامَتًا فِي الْكِفَّةِ الأُخْرَى ، فَإِذَا مَالَ الذَّهَبُ أَخَذْتُهُ ، قَالَ : فَفَعَلُوا وَأَقْبَلُوا بِالْبَقَرَةِ حَتَّى أَتَوْا بِهَا إِلَى قَبْرِ الشَّيْخِ وَهُوَ بَيْنَ الْمَدِينَتَيْنِ ، وَاجْتَمَعَ أَهْلُ الْمَدِينَتَيْنِ وَابْنُ أَخِيهِ عِنْدَ قَبْرِهِ يَبْكِي ، فَذَبَحُوهَا فَضَرَبَ بِبَضْعَةٍ مِنْ لَحْمِهَا الْقَبْرَ ، فَقَامَ الشَّيْخُ يَنْفُضُ رَأْسَهُ ، يَقُولُ : قَتَلَنِي ابْنُ أَخِي طَالَ عَلَيْهِ عُمْرِي وَأَرَادَ أَخْذَ مَالِي ، وَمَاتَ " .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
ابْنِ عَبَّاسٍ | عبد الله بن العباس القرشي / توفي في :68 | صحابي |
سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ | سعيد بن جبير الأسدي | ثقة ثبت |
رَبِيعَةَ بْنِ كُلْثُومٍ | ربيعة بن كلثوم البصري | صدوق حسن الحديث |