حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ ، حَدَّثَنِي دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ ، ثنا سَوَادَةُ بْنُ أَبِي الأَسْوَدِ ، قَالَ : إِنَّ أَبَا خَلِيفَةَ الْعَبْدِيَّ ، قَالَ : مَاتَ ابْنٌ لِي صَغِيرٌ , فَوَجَدْتُ عَلَيْهِ وَجْدًا شَدِيدًا , فَارْتَفَعَ عَنِّي النَّوْمُ , فَوَاللَّهِ إِنِّي ذَاتَ لَيْلَةٍ فِي بَيْتِي عَلَى سَرِيرِي , وَلَيْسَ فِي الْبَيْتِ أَحَدٌ , وَإِنِّي مُفَكِّرٌ فِي ابْنِي , إِذْ نَادَى مُنَادٍ مِنْ نَاحِيَةِ الْبَيْتِ : السَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ يَا أَبَا خَلِيفَةَ , قُلْتَ : وَعَلَيْكَ السَّلامُ وَرَحْمَةُ اللَّهِ , قَالَ : وَرُعِبْتُ رُعْبًا شَدِيدًا , قَالَ : فَتَعَوَّذَ ، ثُمَّ قَرَأَ آيَاتٍ مِنْ آخِرِ سُورَةِ آلِ عِمْرَانَ , حَتَّى انْتَهَى إِلَى هَذِهِ الآيَةِ : وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ لِلأَبْرَارِ سورة آل عمران آية 198 , ثُمَّ قَالَ : يَا أَبَا خَلِيفَةَ , قُلْتُ : لَبَّيْكَ , قَالَ : مَاذَا تُرِيدُ ؟ تُرِيدُ أَنْ تُخَصَّ بِالْحَيَاةِ فِي وَلَدِكَ دُونَ النَّاسِ ؟ أَنْتَ أَكْرَمُ عَلَى اللَّهِ أَمْ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟ قَدْ مَاتَ ابْنُهُ إِبْرَاهِيمُ , فَقَالَ : " تَدْمَعُ الْعَيْنُ وَيَحْزَنُ الْقَلْبُ , وَلا نَقُولُ مَا يُسْخِطُ الرَّبَّ " , أَمْ تُرِيدُ أَنْ يُرْفَعَ الْمَوْتُ عَنْ وَلَدِكَ ؟ وَقَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَى جَمِيعِ الْخَلْقِ ، أَمْ مَاذَا تُرِيدُ ؟ تُرِيدُ أَنْ تَسْخَطَ عَلَى اللَّهِ فِي تَدْبِيرِ خَلْقِهِ ؟ وَاللَّهِ لَوْلا الْمَوْتُ مَا وَسِعَتْهُمُ الأَرْضُ , وَلَوْلا الأَسَى مَا انْتَفَعَ الْمَخْلُوقُونَ بِعَيْشٍ , ثُمَّ قَالَ : أَلَكَ حَاجَةٌ ؟ قُلْتُ : مَنْ أَنْتَ يَرْحَمُكُ اللَّهُ ؟ قَالَ : امْرُؤٌ مِنْ جِيرَانِكَ مِنَ الْجِنِّ .
الأسم | الشهرة | الرتبة |