حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ ، عَنْ شُعْبَةَ بْنِ أَبِي الرَّوْحَاءِ الْحَمَّالِ ، قَالَ : خَرَجْتُ مِنَ الْكُوفَةِ وَأَنَا أُرِيدُ الْمُغِيثَةَ فِي نَحْوٍ مِنْ سِتِّينَ سَنَةً , قَالَ : وَكَانَ الطَّرِيقُ إِذْ ذَاكَ مَخُوفًا , فَأَتَيْتُ الْعُذَيْبَ , فَقَالَ أَهْلُهُ : أَيْنَ تُرِيدُ ؟ قُلْتُ : الْمُغِيثَةَ , قَالُوا : إِنَّهُ لَمْ يَمُرَّ بِنَا مُنْذُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ أَحَدٌ يَذْهَبُ , وَلا يَجِيءُ , وَإِنَّا نَخَافُ عَلَيْكَ , فَهَذَا اللَّيْلُ قَدْ أَقْبَلَ , قَالَ : قُلْتُ : لا ، لا أَجِدُ بُدًّا مِنَ الْمُضِيِّ , قَالَ : فَخَرَجْتُ مِنَ الْعُذَيْبِ , قَالَ : وَذَلِكَ عِنْدَ الْمَغْرِبِ , فَسِرْتُ أَمْيَالا , قَالَ : وَجَاءَ عَلَيَّ اللَّيْلُ وَأَنَا عَلَى قَعُودٍ لِي , فَبَيْنَا أَنَا كَذَلِكُ إِذَا أَنَا بِشَخْصٍ يُرِيدُنِي , فَاسْتَوْحَشْتُ مِنْهُ , ثُمَّ دَنَوْتُ فَسَمِعْتُهُ يَقْرَأُ الْقُرْآنَ , قَالَ : فَسَلَّمْتُ فَرَدَّ عَلَيَّ , وَقَالَ : مَا يَحْمِلُكُ عَلَى التَّوَحُّدِ ؟ قُلْتُ : طَلَبُ الْخَيْرِ , قَالَ : إِنْ طَلَبْتَ الْخَيْرَ فَخَيْرٌ , قَالَ : قُلْتُ : مَنْ أَنْتَ رَحِمَكَ اللَّهُ ؟ قَالَ : أَقْبَلْتُ مِنَ الْمِصِّيصَةِ وَأَنَا أُرِيدُ الْبَصْرَةَ , ثُمَّ هَذَا وَجْهِي مِنَ الْبَصْرَةِ , قَالَ : ثُمَّ قَالَ لِي : أَرَاكَ ذُعِرْتَ , قَالَ : قُلْتُ : أَجَلْ , قَالَ : أَفَلا أَدُلُّكَ عَلَى سِرٍّ إِذَا أَنْتَ قُلْتَهُ أَنِسْتَ , إِذَا اسْتَوْحَشْتَ وَاهْتَدَيْتَ بِهِ , إِذَا ضَلَلْتَ وَنِمْتَ , إِذَا أَرِقْتَ ؟ قَالَ : إِي وَاللَّهِ , فَعَلِّمْنِي رَحِمَكَ اللَّهُ , قَالَ : قُلْ : " بِسْمِ اللَّهِ , ذُو شَّأْنٍ عَظِيمِ الْبُرْهَانِ , شَدِيدِ السُّلْطَانِ , كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ , لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ " , فَلَمْ يَزَلْ يُرَدِّدُهُنَّ حَتَّى حَفِظْتُهُنَّ , قَالَ : ثُمَّ عَدَلَ شَيْئًا عَنِ الطَّرِيقِ كَأَنَّهُ يَبُولُ أَوْ يَقْضِي حَاجَةً , وَتَفَاجَّ الْجَمَلُ فَبَالَ , فَذَهَبْتُ أَنْظُرُ فَلَمْ أَرَ شَيْئًا , قَالَ : فَاسْتَوْحَشْتُ وَحْشَةً شَدِيدَةً بَعْدَمَا كُنْتِ قَدْ أَنِسْتُ بِهِ , قَالَ : ثُمَّ ذَكَرْتُ الْكَلِمَاتِ فَقُلْتُهُنَّ , قَالَ : فَأَنِسْتُ قَلِيلًا وَرَجَعْتُ إِلَى نَفْسِي .
الأسم | الشهرة | الرتبة |